كما هو معلوم عاش الشعب الفلسطيني فترات تاريخية متعاقبة من الاحتلالات لأرضه أقساها كان يوم النكبة في شهر مايو لسنة 1948م حيث قامت مجموعات المستوطنين الاسرائيليين بالقتل والاغتيال والإبعاد لأبناء الشعب الفلسطيني بهدف تفريغ فلسطين من سكانها الاصليين والاستيلاء على إقليمها بمساعدة الإنجليز في حينه لإقامة دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني صاحب هذه الارض التاريخية والشرعية والقانونية السياسية.
ومنذ تاريخ يوم النكبة لم يتوقف الصهاينة عن اطماعهم التوسعية في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية و طرد الشعب الفلسطيني من أماكن تواجده الأصلي ، حيث نرى أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شددت المنظمات الصهيونية العالمية من نشاطاتها لتأسيس " الموطن القومي اليهودي في فلسطين " حتى صار يقصد بهذا المصطلح " الدولة اليهودية ".
ومن أجل بلوغ هذا الهدف بأسرع صورة وسع نطاق النشاط الارهابي ساعين من جهة إلى حمل الإدارة البريطانية على اتخاذ قرار بإلغاء الانتداب و رفع التقييدات التي فرضتها على الهجرة اليهودية من أجل تهدئة العرب ، و من جهة أخرى إلى خلق جو لا يطاق بالنسبة لعرب فلسطين بغية ارغامهم على ترك وطنهم.
وجاء في أحد بيانات لجنة حقوق الشعب الفلسطيني المنبثقة عن الامم المتحدة بخصوص الوضع في فلسطين آنذاك قوله " حتى عام 1947 م كان العنف متفشياً في فلسطين " . وأدى ذلك إلى توتر الوضع في فلسطين إلى أقصى حد .
ولما كانت الحكومة البريطانية عاجزة عن إيجاد حل مقبول لدى الطرفيين المتعاديين و راغبة في الوقت ذاته بتثبيت سيطرتها على فلسطين في المستقبل أحالت المسألة الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة في نيسان 1947م . و اقترحت اللجنة الخاصة لدى الأمم المتحدة صيغتين لحل المسألة الفلسطينية : تقسيم فلسطين إلى دولتين وطنيتين مستقلين ( عربية و يهودية ) وتأسيس دولة فيدرالية واحدة.
و في 29 / نوفمبر / 1947 م أتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذي ينص على إنهاء الانتداب على فلسطين و تقسيمها إلى دولتين مع الحفاظ على اتحاد اقتصادي بينهما و تحويل القدس بضواحيها إلى وحدة إقليمية مستقلة ذات وضع دولي خاص.
وخصصت للدولة اليهودية مساحة 14.1 ألف كيلو متر مربع ( 56% من أراضي فلسطين ) بسكان عددهم 498 ألف يهودي و 497 ألف عربي ، كما خصص للدولة العربية 11.1 ألف كيلو متر مربع ( 43% من أراضي فلسطين ) بسكان عددهم 725 ألف عربي و 10 آلاف يهودي .
وخصص للقدس و ضواحيها 117 كيلو متراً مربعاً بسكان عددهم 205 آلاف شخص ومهم 100 ألف يهودي .
كان بوسع قرار التقسيم أن يهيئ أساساً فعلياً لحل المشكلة الفلسطينية . لكن ذلك ما لم يدخل في حسابات زعماء الصهاينة الذين سلكوا نهج الحيلولة دون تأسيس الدولة العربية الفلسطينية مهما كان الوسائل وسعوا إلى توسيع أراضي الدولة اليهودية إلى أقصى حد باغتصاب الأراضي التي خصصت بموجب قرار الأمم المتحدة للدولة العربية المرتقبة . وهكذا تحتفل دولة اسرائيل بقيامها سنوياً منذ تاريخ 14/15-05-1984 وفلسطين ترزخ تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ ذلك التاريخ حتى حينه.