هيئة الأمم المتحدة والقصية الفلسطينية

من عام 1919م إلى 1945م كان يوجد منظمة شبيهة بمنظمة الأمم المتحدة تدعى عصبة الأمم إلا أنها فشلت في مهامها خصوصاً بعد قيام الحرب العالمية الثانية ، فقام دول الحلفاء الفائزون بالحرب العالمية الثانية وعلى رأسهم ( الولايات المتحدة الأمريكية ، الأتحاد السوفيتي آنذاك - روسيا الاتحادية اليوم ، المملكة المتحدة ، فرنسا ، الصين ) بتأسيس منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 1945م عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945م وتدافعت دول العالم بطلب انضمامها للمنظمة .

تتألف الأمم المتحدة بصفتها تلك من ستة أجهزة رئيسية هي ( الجمعية العمومية - مجلس الأمن - المجلس الاقتصادي الاجتماعي - مجلس الوصاية - محكمة العدل الدولية - الأمانة العامة ) ، مقر هذه الأجهزة جميعها هو مقر الأمم المتحدة في نيويورك فيما عدا المحكمة الموجودة في لاهاي - هولندا .

أنشئت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول 1945م - وقد أنشأها 51 بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي ، وتنتمي اليوم إلى الأمم المتحدة كل دول العالم تقريباً ، اذ يبلغ مجموع عدد أعضاء الأمم المتحدة 194 بلداً.

هيئة الأمم المتحدة و القضية الفلسطينية

من مهمات الأمم المتحدة الرئيسية حفظ الأمن  و الاستقرار الدوليين في العالم و من ضمنها حفظ السلام في الشرق الأوسط وحل الصراع العربي - الاسرائيلي و جوهره القضية الفلسطينية.

هذا طبعاً من مهامها النظرية ، أما عن تطبيقها لهذه المهام و القرارات الصادرة عنها فهي كغيرها من الدول و المؤسسات تخضع و ترضخ لضغط الأقوى والمصالح الذاتية.

تم قبول اسرائيل كدولة في عضوية الأمم المتحدة بتاريخ 11/05/1949م

فلسطين أصبحت دولة غير عضو في الأمم المتحدة بتاريخ 29/11/2012 ، علماً تم منح " منظمة التحرير الفلسطينية " مقعد " مراقب" في الأمم المتحدة عام 1974م وهذا المقعد يضمن للمنظمة حق المشاركة في الخطابات وحضور المناقشات و إدلاء رأيها ، وبتاريخ 15/12/1988 تغير الأسم إلى دولة فلسطين و أحتفظت بنفس الحصانات والأمتيازات التي تحصلت عليها منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك.

مجلس الأمن الدولي و علاقته بفلسطين

هو إحدى و أهم أجهزة الأمم المتحدة و يعتبر المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين ، ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لذلك تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء.

يتكون المجلس من 15 عضواً ، 5 أعضاء منهم دائمين ( روسيا ، الصين ، فرنسا ، المملكة المتحدة ، الولايات المتحدة الأمريكية) و 10 أعضاء منتخبين غير دائمين مدة كل منهم سنتان.

وعندما يفضي نزاع ما إلى القتال ، يكون شغل المجلس الشغال إنهاء ذلك في أقرب وقت ممكن منها :-

- يصدر المجلس تعليمات لوقف إطلاق النار

- يوفد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام للمساعدة على تخفيف التوتر في مناطق الاضطرابات.

- الفصل بين القوات المتحاربة و تهيئة ظروف الهدوء التي يمكن ان يجري في ظلها البحث عن تسويات سلمية

الدول التي لها حق النقض الفيتو

لكل عضو من أعضاء مجلس الأمن صوت واحد ، وتتطلب القرارات المتعلقة بالمسائل الموضوعية تأييد تسعة أصوات ، من بينها أصوات كافة الاعضاء الخمسة الدائمين 

وهذه القاعدة هي قاعدة " إجماع الدول الكبري " ، والتي تسمى بحق النقض " الفيتو " ، والسبب الرسمي في منح هذه الحالة الاستثنائية هو أن عبء مسئولية حفظ السلام و الأمن الدوليين غالباً ما يتحمله هؤلاء الاعضاء الخمس ، ولذلك كان لهم الكلمة الأخيرة أو حسم التصويت

لو أراد - مثلاً - اعضاء مجلس الأمن إصدار قرار يعتبر غزو العراق حرباً ظالمة  ويجبر أمريكا على الانسحاب فوراً و تعويض الأضرار فإن أمريكا ستسخدم حق النقض الفيتو فلا يصدر مثل هذا القرار

تنفيذ قرارات مجلس الأمن

بموجب ميثاق هيئة الأمم المتحدة ، يوافق جميع اعضاء الامم المتحدة على قبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها ، اما عن تنفيذ القرارات على ارض الواقع فهي ايضاً تخضع وترضخ لحكم الأقوى والمصالح الذاتية . لذا نرى الكثير من قرارات مجلس الأمن على مدى 70 عاماً لا تطبقها اسرائيل.

إلا ان صدور قرارات تدين اسرائيل - ولو لم تنفذ- يمكن الاستفادة منه كورقة ضغط في الأعلام وكسب تأييد المجتمع الدولي وعند تسوية النزاعات أو عقد الاتفاقيات.

قرارات هيئة الأمم المتحدة المتعلقة بالقصية الفلسطينة

قرار 181:قرار تقسيم فلسطين 29/11/1947م

بعد الضغوطات التي مارستها الدول الاستعمارية و اليهود المتنفذين فيها على الدول المحايدة للتصويت لمصلحة اليهود في فلسطين صدر قرار التقسيم من الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29/11/1947م بموافقة 33 دولة و اعتراض 13 دولة و امتناع 10 دول عن التصويت . وأوصى القرار على ما يلي:-

1. انهاء الانتداب البريطاني على فلسطين و تقسيم أراضيه إلى 3 كيانات جديدة.
2. تأسيس دولة عربية فلسطينية على 43% من فلسطين.
3. تأسيس دولة يهودية على 56% من فلسطين.
4. ان تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منظقة خاصة تحت الوصاية الدولية.

قرار 194 : حق العودة صدر بتاريخ 11/12/1948

قراراً اصدرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد نكبة ال 1948 م في نفس العام ، من أهم ما ينص عليه القرار :-

1.  أنشاء لحنة توفيق تابعة للأمم المتحدة و وضع القدس تحت إشراف دولي دائم.
2. تقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام بفلسطين في المستقبل.
3. حق الجميع في الدخول إلى الأماكن المقدسة.

تكمن أهمية القرار أن عودة اللاجئين الفلسطينين إلى بيوتهم و ممتلكاتهم هي حق لهم ، وأن عودتهم تتوقف على اختيارهم الحر هم وحدهم ، يجدر بالذكر أن قرارات الجمعية العمومية ليست ملزمة و إنما توصيات فقط ، و معظم ما جاء في القرار - إن لم يكن كله - لم ينفذ حتى الآن .

قرار 242: انسحاب إسرائيل من الاراضي المحتلة 1967م

هو قرار اصدره مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في 1967 م ، وجاء أعقاب نكسة 1967 والتي أسفرت عن هزيمة الجيوش العربية و احتلال اسرائيل لكل فلسطين و مناطق عربية جديدة هي :-

- الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية و قطاع غزة.

- سيناء من مصر.

-مرتفعات الجولان من سوريا.

نص القرار على هدة نقاط أهمها :-

1. انسحاب القوات الاسرائيلية من أراض احتلت في النزاع الاخير.
2. إنهاء جميع إدعاءات أو حالات الحرب ، واحترام سيادة و وحدة اراضي كل دولة في المنطقة والاعتراف بذلك ، و كذلك استقلالها السياسي و حقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة و معترف بها ، حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها ( يتضمن الأعتراف باسرائيل).

​​​​​​​الجانب العربي والفلسطيني ركز على النقطة 1 و طالب أسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها ، الجانب الاسرائيلي و حلفاؤها ركز على النقطة 2 و طالب بالاعتراف بالدولة الاسرائيلية و حدودها .

قامت الكتير من النقاشات و التوضيحات الدولية و ممثلي الدول من أجل تفسير الاختلاف بين الإنجليزية والفرنسية ، الجانب الاسرائيلي وحلفاؤه متمسك بالنسخة الانجليزية أما دول العرب و الدول المحايدة متمسكين أن النسخة الفرنسية هي المفهومة و المنطقية لقرار مجلس الأمن و قال ذلك صراحة ممثلي فرنسا و الأتحاد السوفيتي و الهند وغيرها.

ويشكل هذا القرار منذ صدوره صُلب كل المفاوضات والمساعي الدولية العربية لإيجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي و الكثير من القرارات التي أتت بعده تذكره ومنها وقف حرب (1973) و اتفاقية السلام مع مصر (1979) واتفاقية انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية (1993) واتفاقية وادي عربة بين الاردن و اسرائيل (1994).

قرار 338:قرار وقف النار عقب حرب 1973

قرار صادر عن مجلس الأمن عقب حرب 1973 والتي كانت بين سوريا ومصر من جهة واسرائيل من جهة أخرى ، نذكر أن حرب اكتوبر كانت على الجبهتين السورية في مرتفعات الجولان والمصرية في سيناء وينص القرار على :-

1. وقف إطلاق النار بصورة كاملة
2. يدعو جميع الأطراف المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 (1967) بجميع أجزائه وفيه الانسحاب من سيناء و الجولان وغزة و الضفة بما فيها القدس الشرقية.
3. اطلاق مفاوضات بين الاطراف المعينة بإشراف دولي ملائم لإقامة سلام عادل و دائم في الشرف الأوسط .

بسبب استمرار إطلاق النار أصدر مجلس الأمن في اليوم التالي قرار 339 مشابه لقرار 338 ولم يتوقف القتال فأصدر قرار آخر 340 مشابه لقرار 338 و توقف القتال عندئذ

قرار 338 ما زال يذكر كثيراً في القضية الفلسطينة لأنه يدعو إلى تنفيذ قرار 242 ، وكثير من قرارات مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية تذكر قرار 338 و 242 سوياً.

قرارات الأمم المتحدة التي يكثر ذكرها في القضية الفلسطينة هي:-