السياحة الدينية
تعرف السياحة الدينية على انها الأنتقال المؤقت من مكان السكن إلى مكان آخر بهدف زيارة مقصد ديني له مكانة خاصة في عقيدة الفرد و إيمانه ، ويكون الدافع الديني هو الدافع الرئيسي للسفر ، ويتطلع المسافر خلال هذه الرحلة إلى إشباع احتياجاته الروحية ، أو أكمال واجباته الدينية..
والسياحة الدينية هي واحدة من أقدم أشكال السياحة في التاريخ ، وقد بدأت فكرة هذا النوع من السياحة في فلسطين حيث بدأ الآلاف من المؤمنين مع بداية التاريخ زيارة هذه الأرض و الأماكن الدينية فيها للتبرك بأرضها المقدسة ، والسير على خطى الانبياء.
وقد أصبحت فلسطين محط أنظار الملايين من المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث.
تطور السياحة الدينية
- تطورت السياحة الدينية و تنوعت بحيث أصبحت تضم أنماط سياحية أخرى ، وأصبحت لا تقتصر على زيارة المواقع الدينية فقط ، وإنما أيضاً زيارة المواقع التاريخية و الثقافية و الطبيعية والترفيهية في البلد . مع اعتبار أن الحافز الديني هو المحفز الرئيسي للسفر ، إلا أن ذلك لم يمنع من القيام بمجموعة من النشاطات والبرامج الأخرى أثناء فترة الزيارة.
- لم تعد السياحة الدينية تقتصر على الخدمات السياحية البسيطة و المعتدلة الثمن ، بل أصبحت ترتبط أيضاً بتوفر خدمات السفر و الإقامة عالية الجودة والثمن مثل السفر على درجة رجال الاعمال أو الإقامة في الفنادق الفخمة وغيرها من الخدمات الفاخرة.
- أصبحت المواقع الدينية جزءاً من التراث الثقافي للبلد ومصدر جذب سياحي لكافة أنواع الزوار من كافة الجنسيات والخلفيات.
السياحة الدينية بالأرقام
- عدد الأشخاص الذين يزورون المواقع الدينية الرئيسية في العالم سنوياً يصل إلى حوالي 350 مليون سائح.
- تمثل السياحة الاسلامية من 12% - 14% من الإنفاق السياحي العالمي.
- تشكل دول منظمة التعاون الاسلامي أكثر من 25% من بين أبرز 20 دولة تتمتع بأكبر قدر من النمو في قطاع السياحة.
خصائص و مميزات السياحة الدينية
- تساهم السياحة الدينية إسهاماً هاماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد .
- توفر فرصاً حقيقة لتعرف الزوار على المجتمعات المضيفة.
- تساهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات و الأديان و تعزيز الاحترام المتبادل للقيم الروحية.
- حماية و حفظ المقومات الدينية و الثقافية والطبيعية للبلد.
- تتقاطع السياحة الدينية مع جميع الأعمار و الشرائح الاقتصادية المختلفة و جميع شعوب العالم بمختلف ثقافاتهم.
- أكثر الأنماط السياحية صموداً واقل الانماط تأثراً بالعوامل الاقتصادية و السياسية والامنية.
- يمكن ربط الانماط السياحية الأخرى مع النمط الديني.
أهمية فلسطين للسياحة الدينية الاسلامية
أرض فلسطين هي أرض مباركة و مقدسة بالنسبة للمسلمين و بنص القرآن الكريم ، وفي القدس يقع المسجد الأقصى ، أولى القبلتين و ثالث الحرمين ، وهي أرض الاسراء و المعراج فمنه أسري بالرسول محمد ( صل الله عليه و سلم ) ومنه عرج إلى السماء ، ويقع على أرضها الحرم الابراهيمي في الخليل .
و كما وتعد فلسطين أرض الانبياء و المرسلين حيث قد زارها العديد من الصحابة الكرام و منهم الخليفة عمر بن الخطاب ، ويوجد في فلسطين العديد من المساجد و الأضرحة و المقامات و المزارات التي لها قيمة دينية هامة.
واقع السياحة الفلسطينية
يحتل قطاع السياحة أهمية كبيرة بالنسبة لفلسطين فبالأضافة إلى مساهمته في خلق فرص عمل و جذب عملة أجنبية للأقتصاد الفلسطيني ، فهو يشكل بوابة للفلسطينيين للتواصل مع العالم و ايصال الرسالة الفلسطينية.
- تشكل السياحة حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2015 ، بزيادة 5% بالمقارنة مع الأعوام السابقة .
- الايرادات الإجمالية السنوية من السياحة بلغت في عام 2015 حوالي 750 مليون دولار.
- بلغ مجموع استثمار القطاع الخاص في السياحة حوالي 35 مليون دولار.
- بلغ عدد الغرف الفندقية حوالي 8500 غرفة بالإضافة إلى 1500 غرفة تحت الانشاء.
- يوفر قطاع السياحة حوالي 25 ألف فرصة عمل.
السياحة الاسلامية في القدس
يعتبر سوق السياحة الاسلامية من الأسواق الثانوية للسياحة الفلسطينية نظراً لقلة اعداد السياحة الاسلامية و العربية الوافدة وتدني ليالي المبيت من هذه الدول لأسباب أخرى ، بلغ عدد السياح العرب و المسلمين الذين زاروا الأراضي المقدسة من بعض الدول الاسلامية والعربية في عام 2014م على النحو التالي : ( منظمة السياحة العالمية )
الدولة | عدد السياح |
اندونيسيا | 27000 |
تركيا | 23000 |
الأردن | 17000 |
ماليزيا | 9000 |
المغرب | 330 |
حسب الأحصائيات الاسرائيلية كان عدد السياح العرب والمسلمين الذين زاروا البلاد من عام 2009 إلى عام 2014 حوالي 250 ألف وقد احتلت اندونيسيا المرتبة الأولى بواقع 124 ألف سائح.
السياحة في بيت لحم
أما بالنسبة إلى بيت لحم و حسب إحصائيات وزارة السياحة الفلسطينية فقد بلغ عدد السياح المسلمين و عدد ليالي المبيت في عام 2015 على النحو التالي :
عام 2015 | عدد ليالي المبيت | عدد السياح القادمين |
اندونيسيا | 29594 | 13039 |
ماليزيا | 3173 | 998 |
المغرب | 4 | 256 |
الاردن | 2169 | 2129 |
تونس | 48 | 31 |
مصر | 22018 | 8438 |
تركيا | 1737 | 6242 |
المجموع | 58743 | 31133 |
المعيقات والتحديات التي تواجهها السياحة الدينية في فلسطين
على الرغم من الفرص الكبيرة و الإمكانات الهائلة فلم يأخذ القطاع السياحي الفلسطيني بشكل عام و السياحة الدينية بشكل خاص الفرصة الحقيقة في النمو و التطور بسبب الاحتلال الاسرائيلي. ومن بين تلك المعيقات :
- عدم وجود معابر تحت السيطرة الفلسطينية.
- التهويد الاسرائيلي للمدن الفلسطينية لتغيير معالمها و شطب تاريخها و حضارتها الاسلامية و المسيحية ، وعلى رأسها القدس والخليل ونابلس ، كذلك اقتحامات المستوطنين للأماكن الدينية و خاصة الحرم القدسي الشريف و الحرم الابراهيمي الشريف وقبر يوسف و قبة راحيل وغيرها من المواقع السياحية.
- يحيط جدار الفصل العنصري و الحواجز العسكرية معظم المدن و البلدات الفلسطينية و الذي تؤثر سلباً على حرية حركة الفلسطينيين من مكان لآخر و منهم العاملين في القطاع السياحي ، كما تمنع الوصول لمناطق حيوية مثل غور الاردن و القدس ، والذي بدوره يؤثر سلباً على السياحة الداخلية .
- تتحكم اسرائيل من خلال إجراءات معقدة من التصاريح والتراخيص و التأشيرات في تدفق السياحة إلى المناطق الفلسطينية.
- لا تزال اسرائيل تسيطر على العديد من المواقع التراثية التاريخية والطبيعية والدينية و الثقافية في منطقة (c) حيث تقع حوالي 60% من مواقع الضفة الغربية في هذه المنطقة و من أهمها منطقة البحر الميت و الأغوار .
- الدعاية السلبية التي تطلقها الحكومة الاسرائيلية و القطاع الخاص الإسرائيلي لإظهار فلسطين كوجهة سياحية غير آمنة . إن سياسة اسرائيل تهدف ليس فقط ضرب صناعة السياحة ، ولكن تأتي في إطار الاستراتيجيات الرامية لتقويض أسس الدولة الفلسطينية المستقلة .
تولي وزارة السياحة و الآثار أهمية كبيرة على السياحة الدينية و خاصة السياحة الإسلامية ، وهي تعمل في عدة اتجاهات من أجل استقطاب أكبر عدد من الزوار المسلمين ، حيث تقوم الوزارة بأعمال ترميم و تأهيل للمواقع السياحية و مواقع التراث الديني مثل مقام النبي موسى وقصر هشام و مقام القطروانة ومقام الشبخ النوباني و برهام و أنوية المدن والقرى القديمة ، ولم يتقصر عمل الوزارة على أعمال الترميم والتأهيل بل بالمشاركة في المعارض السياحية العربية و الدولية المتخصصة بالسياحة الاسلامية و انتاج مواد اعلامية متخصصة بالسياحة الدينية ، وتشجيع السياحة الداخلية والمدرسية إلى القدس.