رام الله 13-9-2022 - عرفت أم ناصر أبو حميد (لطيفة) 73 عاما، من مخيم الأمعري، سجون الاحتلال منذ 40 عاما، يوم بدأ أبناؤها يدخلونها واحدا تلو الآخر.
حتى اليوم، وصل عدد السنوات التي أمضاها أبناء عائلة أبو حميد في مختلف السجون وزنازين التحقيق إلى أكثر من مائة وعشرة أعوام! وهي أكبر مدة زمنية لبيت واحد، وأول بيت فلسطيني يُحكم خمسة من أبنائه حكما بالمؤبد.
شكّل البيت أعلى نقطة في جبل المقاومة بمخيم الأمعري ومحافظة رام الله والبيرة والضفة بشكل عام، مُطلاً على كامل البلاد.
وقدم ابنه "عبد المنعم" شهيداً في 31-5-1994 بعد مطاردة شرسة من قبل كافة أجهزة الاحتلال، إلى أن اغتالته في بلدة الرام شمال القدس المحتلة.
أم ناصر، الأم التي هزت العالم بأمنيتها احتضان ابن من لحمها ودمها، غيبّته سجون الاحتلال عنها 30 عاما، منها 20 عاما ونصف متواصلة.
لا تتمنى أم ناصر إلا تحرير ابنها ولو ليوم واحد، ولو لخمس دقائق لتحتضنه. قبل أن يقع القدر ويخطفه "شهيداً" نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال والسجان.
وحتى في حال "استشهد" ناصر، سيبقى جثمانه داخل ثلاجات الاحتلال، لتُكمل حكمه عنه حياً! هكذا تجري قوانين الإحتلال الذي بفعلته هذه لا يُمكن الوصول لكلمات تُوصف جثة محتجزة عليها أن تنتظر 50 عاماً بعد المؤبد، لتودع من قبل من سيكون تبقى من الأهل، وتُدفن كما يليق بالإنسان!
ولد ناصر أبو حميد عام 1972، أصيب أول مرة برصاص الاحتلال وهو ابن 11 عاماً، لتتوالى بعدها الرصاصات والشظايا في جسد هذا المقاتل، الذي استمر ناشطا بارزاً، واسما ثقيلاً، وله هيبته في ساحات الاشتباك، وكان من أبرز مؤسسي "كتائب شهداء الأقصى".
هدم ونسف الاحتلال منزل عائلة أم ناصر أبو حميد في مخيم الأمعري برام الله خمس مرات، وذلك في الأعوام 1990، 1994، 2003، 2018، 2019.
كما أغلقت غرفة بالإسمنت المسلح في البيت عام 1985 وبقيت مغلقة لحين هدمت مع البيت عام 1990.
ناصر أبو حميد اُعتقل في تاريخ 19/4/2002 محكوم مؤبد لسبع مرات و50 عاما، نصر أبو حميد أُعتقل في تاريخ 21/4/2002 محكوم مؤبد لخمس مرات، شريف أبو حميد 22/4/2002 محكوم مؤبد لأربع مرات، محمد أبو حميد معتقل في تاريخ 17/7/2002 محكوم مؤبد لمرتين و30 عاماً، جهاد أبو حميد عام ونصف إداري، إسلام أبو حميد اعتقل المرة الأولى في 28 أيار 2018، وأفرج عنه ثم أُعيد اعتقاله في تاريخ 6 حزيران 2018، وحكم عليه عام 2019 بالسّجن المؤبد.
قبل العام 2000، اعتقل يوسف أبو حميد لمدة عامين في سنة 1983، كما اعتقل ناجي أبو حميد عام 1985، لمدة 3 سنوات في العام 2000 لمدة 3 سنوات.، واعتقل الشهيد عبد المنعم أبو حميد لمدة عام ونصف في سنة 1989، وشهر في عام 1994، كما اعتقل والدهم لمدة 18 يوما في الانتفاضة الأولى، كما اعتقل ناصر خمس مرات، في الأولى أمضى 4 شهور وذلك في أواسط الثمانينات، ليعتقل مجددا في الانتفاضة الأولى لمدة عامين ونصف، وفي الثالثة عام 1990 حكم بالمؤبد وأمضى 4 سنوات، ليعتقل للمرة الرابعة في العام 1996 ويمضي ثلاث سنوات.
في زمن الانتفاضة الأولى (1987-1994) كان لناصر أبو حميد، هتافاً خاصاً يردّده الشبان في الشوارع، في كل مكان:
ناصر أبو حميد يا أسد مقنع
في الليل والنهار البلطة بايدك تلمع