تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات القمع الوحشي وعمليات التنكيل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الذين يخرجون بمسيرات سلمية للتعبير عن رفضهم للاستيطان ومصادرة أراضيهم وهدم منازلهم واغلاق مداخل بلداتهم واحيائهم وغيرها من الانتهاكات والاعتداءات التي باتت تسيطر على مشهد حياتهم وواقعهم، تلك العمليات القمعية سياسة إسرائيلية رسمية تهدف ليس فقط لقطع اية علاقة بين المواطن الفلسطيني وأرضه وتمنعه من الوصول إليها، وإنما ايضا لكسر ارادة الصمود والمواجهة والتحدي إليه في محاولة لدفعه للتسليم بالاستيطان والمستوطنين في أرض آباءه وأجداده، والتي كان آخرها عمليات التنكيل بحق المواطنين في قلقيلية والخليل ونابلس والتي أدت لوقوع عشرات من الاصابات بالرصاص الحي والقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي واعتقال عدد آخر بمن فيهم الأطفال كما حدث في الخليل. تؤكد الوزارة أن جيش الاحتلال الذي يوفر جميع أشكال الحماية لميلشيات المستوطنين وعناصرهم الارهابية أثناء اعتداءاتهم وهجماتهم على المواطنين وأراضيهم يتولي في ذات الوقت التصدي للمواطنين الفلسطينيين وقمعهم اذا ما خرجوا في مسيرات او اعتصامات سلمية للدفاع عن أرضهم، في توزيع مفضوح للأدوار بين جيش الاحتلال وميلشيات المستوطنين المتظمة والمسلحة، لتحقيق أوسع عملية قرصنة متواصلة لنهب المزيد من أراضي المواطنين وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان، بما يؤدي الى اغلاق الباب أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، واغراق الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية بمحيط استيطاني ضخم يرتبط بالعمق الاسرائيلي، ويؤدي الى عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض وتحويلها الى اجزاء متنافرة غير مترابطه جغرافيا.
تؤكد الوزارة أن عمليات القمع الوحشي للمسيرات السلمية واقتحام البلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية أشكال مختلفة لعملية تصعيد إسرائيلية ممنهجة تهدف لتسخين ساحة الصراع بهدف تغييب أية جهود مبذولة لاحياء عملية السلام، وتؤكد ايضا أن الاستيطان في حد ذاته أبشع أشكال التصعيد والإرهاب بحق شعبنا، وبما يمثله من مخاطر حقيقية على فرص تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. ترى الوزارة أن اغلاق الافق السياسي لحل الصراع يضع المنطقة برمتها على فوهة بركان وأمام خيارات صعبة يصعب السيطرة على نتائجها وتداعياتها. تحمل الوزارة الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التصعيد بأشكاله كافه، وتطالب بتدخل دولي وأمريكي عاجل لاجبار دولة الاحتلال على وقف اعتداءاتها اليومية المتواصلة ضد شعبنا وارضه وممتلكاته ومقدساته، ولاجبارها ايضا على الانخراط بعملية سلام حقيقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.