رام الله 6-10-2022 - نقلاً عن وكالة وفا- يامن نوباني - ما شهدته الأيام والأسابيع الأخيرة، من هجمات للمستوطنين على بلدات وقرى نابلس، هو امتداد لأربعين عاما من دموية مستوطنات شرق وجنوب المحافظة، التي تعد الأكثر تطرفا في الضفة الغربية، وتملك تاريخاً حافلاً من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني.
الاعتداء على المواطنين وترويعهم واحراق منازلهم، وإغلاق الطرق ورشق مركباتهم بالحجارة، والاستيلاء على أراضيهم وسرقة ثمار مزروعاتهم وحرقها، انتهاكات شبه يومية، يشهدها ريف نابلس منذ عشرات السنوات، اسفرت عن ارتقاء شهداء، وتكبيد الأهالي خسائر كبيرة بالممتلكات.
أربع مستوطنات مركزية، تشكل هذه الدموية الممتدة منذ أكثر من 40 عاماً، وهي "إيتمار"، "براخا"، "ألون موريه"، "يتسهار"، إضافة إلى أكثر من 15 بؤرة استيطانية تحيطها.
هذه المستوطنات والبؤر، والتي يقدر عدد المستوطنين فيهاب بـ8500 مستوطن، أقيمت على أراضي 14 بلدة وقرية واقعة جنوب وشرق نابلس يبلغ تعدادها أكثر من 67 ألف نسمة، وهي: بيت فوريك (14700 نسمة)، يانون (150 نسمة)، روجيب (6505 نسمة)، عزموط (3682 نسمة)، دير الحطب (3096 نسمة)، سالم (6706 نسمة)، بورين (3102 نسمة)، عراق بورين (1100 نسمة)، كفر قليل (3304 نسمة)، عورتا (7694 نسمة)، حوارة (7263 نسمة)، عوريف (3900 نسمة)، عصيرة القبلية (3201 نسمة)، مادما (2282 نسمة).
في الثامن والعشرين من تشرين الأول 1998، عاشت بلدة بيت فوريك شرق نابلس، جريمة لا يمكن تخيلها، حين أقدم مستوطن من "إيتمار" بدق رأس المواطن محمد زلموط خطاطبة (72 عاماً) بحجر كبير وطحنه، ليرتقي شهيداً أثناء قطافه الزيتون.
لم يكتف المستوطنون بذلك، فقاموا بتقطيع أطراف خطاطبة بواسطة المنشار الذي كان بحوزته وفصلوا لحمه عن عظم ذارعيه.
الشهيد فريد نصاصرة (28 عاما)، كان هو الآخر ضحية لدموية وأرهاب المستوطنين، عندما أطلق عليه مستوطن النار في السابع عشر من تشرين الأول عام 2000، فأصابه في المعدة خلال قيامه بقطف ثمار الزيتون في أرضه، تاركا خلفه ثلاثة أبناء.
وفي جريمة أخرى، تعرض الطفل شريف بجاس فريد اشتية (14 عاماً)، عندما كان يرعى أغنامه في برية قريته "سالم" شرق نابلس في الرابع من تموز 2008، للدعس من قبل مستوطن حاقد يقود حافلة من مستوطنة "ألون موريه"، ليرتقي شهيدا.
في شهر حزيران عام 2002، اعتلى مستوطن، أحد منازل بلدة حوارة القريب من شارع بورين، مقابل منزل المواطن عدنان إدريس عبد الحميد ابو شحادة، وأطلق النار على صدر أبو شحادة مباشرة، ليرتقي شهيداً.
وفي عام 2014، أعدم مستوطن الشاب خالد عودة وسط حوارة، بعد أن أطلق عليه رصاصة أصابته في الكبد، وذلك خلال مسيرة سلمية منددة بالعدوان على قطاع غزة.
وأفاد شاهد عيان لـ"وفا"، أن المستوطن أطلق من مسافة قريبة الرصاص على المسيرة ليصيب شابين آخرين، لا يزالان يعانيان من إصابتهما حتى اليوم، أحدهما أصيب فوق القلب مباشرة، والآخر اسفل بطنه.
وفي عورتا، استشهد قرب مستوطنة "ايتمار" الشابان محمد قواريق وصلاح قواريق في 21 آذار 2010، خلال توجههما للعمل في استصلاح الأرض.
وفي 27 تشرين الثاني 2011، أعدم مستوطن من "براخا" الشاب عدي قادوس، أثناء عمله في أرضه في قرية عراق بورين، برصاصة في الصدر.
بدأ استيطان جنوب وشرق نابلس بمستوطنة "ألون موريه" والتي اقيمت داخل معسكر لجيش الاحتلال الاسرائيلي أواخر عام 1978، من خلال إقامة 25 عائلة من حركة "غوس أومنيم" قرب قرية روجيب جنوب شرق نابلس، وفي العام 1979 نقلت إلى أراضي قرية دير الحطب، قبل أن تتوسع لاحقا إلى أراضي قرية عزموط.
وتضم "ألون موريه" مدرسة ومعهد ديني للحاخامات، كما تعد من المستوطنات الصناعية، ففي عام 1980 اقيمت فيها منطقة صناعية ضمت العديد من الصناعات، منها: مصنع الصفائح المعدنية المستخدمة في تصفيح الدبابات، وآخر لقطع الغيار العسكرية.
لغاية 2018 بلغت المساحة الكلية للمستوطنة 1047 دونماً، وقدر عدد المستوطنين فيها عام 2021، بنحو 2009 مستوطنين.
عام 1997، أقيمت إلى جوار المستوطنة بؤرة استيطانية على مساحة 100 دونم، وتسببت بعزل 2000 دونم، من أراضي قرية سالم الواقعة بين المستوطنة والبؤرة.
وفي قرية عزموط تبلغ مساحة الاراضي المحيطة بألون موريه –غير مستولى عليها- ويمنع الاقتراب منها بأمر عسكري، قرابة الـ1000 دونم.
فيما أنشئت مستوطنة "إيتمار" سنة 1983 جنوب شرق مدينة نابلس، على أراضي بلدات وقرى: عورتا، روجيب، بيت فوريك، يانون، ويقطنها بحسب احصاءات 2021 أكثر 1355 مستوطنا.
أطلق عليها في البداية اسم "تل حاييم" كإشارة لاستئناف ما يسمى بالحياة اليهودية في الموقع الذي يعتبرونه رمزاً دينياً وعقائدياً لهم، وله ارتباطات مزعومة بـ(العيزر ليتمار بنحاس) حسب التاريخ اليهودي، وبعد ذلك توسعت المستوطنة وتحول اسمها إلى "ايتمار".
يحيط بالمستوطنة أكثر من 2500 دونم يمنع على الفلسطينيين الوصول إليها، وتعود ملكيتها لمزارعين من البلدات والقرى، التي سرقت أراضيها لصالح مستوطنة "ايتمار".
في الجهة الجنوبية لإيتمار، يوجد ثلاث بؤر استيطانية، وهي: بؤرة "هنكودة" والتي أقيمت سنة 1996، على مساحة 185 دونما، والبؤرة الثانية "بؤرة جنوب ايتمار" واقيمت عام 2012 على مساحة 2 دونم، فيما البؤرة الثالثة "بؤرة تل يانون" أقيمت سنة 2012 على مساحة 19 دونماً.
وإلى الشرق من "ايتمار"، أقيمت خمس بؤر استيطانية، وهي: "تل 851" عام 1997 على مساحة 141 دونما، و"تل 836" وأقيمت عام 1998 على مساحة 135 دونماً، و"جفعات أولام" وأقيمت عام 1998 على مساحة 80 دونماً، و"تل 782" وأقيمت عام 1999 على مساحة 135 دونماً، و"تل 777" وأقيمت عام 2000 على مساحة 74 دونماً.
مستوطنة "براخا" كانت حتى عام 1982 نقطة عسكرية على أطراف جبل جرزيم، جنوب نابلس، وتقع على أراضي قرى: كفر قليل وبورين وعراق بورين، ثم تحولت إلى مستوطنة دائمة عام 1983.
يستوطن "براخا" أكثر من 3062 مستوطنا بحسب احصائيات 2021، وفي الجهة الجنوبية لبراخا توجد بؤرة استيطانية "سنية يعقوب" والتي أقيمت عام 1999 على مساحة 137 دونما، وفي الجهة الغربية بؤرة "براخا أ" والتي أقيمت عام 1997 على مساحة 26 دونما، فيما يقع جنوبها "معسكر حوارة" على مساحة 378 دونما.
أخيرا، مستوطنة "يتسهار"، التي أقيمت في البداية كنقطة عسكرية عام 1983، ثم تحولت إلى مستوطنة عام 1984، تقع على بعد 8 كم جنوب غرب نابلس، على أراضي بلدات وقرى: عصيرة القبلية، بورين، مادما، حوارة، عوريف.
بلغ عدد المستوطنين فيها عام 2021 (2020 مستوطناً)، 90% منهم من المتدينين المتطرفين المنتمين لجماعة "أمناء الهيكل" ومجموعات "تدفيع الثمن" الإرهابية.
في الجهة الشرقية من "يتسهار"، اقيمت عام 1997 البؤرة الاستيطانية "لهفات يتسهار" على مساحة 136 دونما، وفي الجهة الجنوبية بؤرة "تل 725" والتي أقيمت عام 2001 على مساحة 34 دونما، وفي عام 2004 اقيمت البؤرة "مزرعة شالهيفيت" على مساحة 21 دونما، وفي العام ذاته أقيمت في الجهة الجنوبية الشرقية بؤرة "متسبيه يتسهار" على مساحة 12 دونما.