رام الله 15-10-2022 - نقلاً عن وكالة وفا- إيهاب الريماوي -لم تنفك المواجهات تتوقف في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، التي تشهد اعتداءات متكررة مع الاحتلال ومستوطنيه، لمحاولة حرمان المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، وعرقلة أي تمدد عمراني فيها، لصالح التوسع الاستيطاني.
سلطات الاحتلال، استولت على ستة آلاف دونم من مساحة القرية الكلية التي تقدر بنحو 13 ألف دونم، ويحيطها من ثلاث جهات باستثناء جهة الشرق عدد من المستوطنات والبؤرة الاستيطانية، وهي: مستوطنتا "نحلائيل"، و"تلمون"، وبؤرتي "حورشا"، و"كيريم راعيم".
ليس في "عين حراشة" فحسب تقع الأطماع الإسرائيلية، ففي شمال البلدة هناك جبل نعلان، الذي يحتل وفق البلدية الأولوية القصوى من المشاريع، نظراً لموقعه وأهميته، وبما أنه يقع قرب البؤرة الاستيطانية "كيريم راعيم" فإنه يعتبر مطمعاً للاستيلاء عليه من قبل سلطات الاحتلال، للتوسع على حساب أراضي المواطنين.
صيف عام 2002 أقيمت في القرية التي تشتهر بوجود أغزر ينابيع المياه بؤرة استيطانية تدعى "حورشة"، والتي كانت عبارة عن خيمة للمستوطنين يحرسها ويحميها جيش الاحتلال، ثم ما لبثت أن أغرقت المنطقة بالغرف المتنقلة والثابتة، وفي مطلع عام 2018 شرعنت سلطات الاحتلال هذه البؤرة المقامة على نحو 60 دونماً من أراضي المزرعة الغربية، إضافة إلى أطماعه بالاستيلاء على 80 دونما إضافية.
الاحتلال وفّر لتلك البؤرة الطرق المعبدة، ومدها بالتيار الكهربائي، وبأنابيب المياه، وحال دون أي تمدد عمراني للمواطنين هناك.
يقول رئيس البلدية بسام الخطيب لـ"وفا"، إن المستوطنين في بؤرة "حورشة" يعتبرون من المتطرفين المتشددين، الذي يهاجمون المواطنين كل ما سنحت لهم الفرصة، حيث تقع مواجهات وصدامات على الدوام معهم، بحماية من جيش الاحتلال.
ويضيف: الاحتلال يسعى لتوسيع هذه البؤرة، والاستيلاء على المزيد من أراضي المواطنين، عبر منعهم من الوصول إلى أراضيهم، لاستصلاحها وفلاحتها، ما انعكس سلبا على المزروعات، خاصة أشجار الزيتون التي كانت تفيض بكثافة الانتاج، إذ تحول المئات منها إلى أشجار يابسة لا تثمر أبدا.
ويشير الخطيب إلى أن الاحتلال سمح للمواطنين بقطف ثمار الزيتون خلال ستة أيام فقط في الأراضي المقام عليها البؤرة الاستيطانية "حورشة"، وهذا الوقت ليس كافيا، كونهم يحتاجون لعدة أسابيع لجني الثمار، ولكنه يحاول التضيق على المواطنين".
في السادس والعشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2018، العشرات من أبناء شعبنا ارتقوا برصاص قوات الاحتلال في هذه القرية، ففي السابع من تشرين الأول الجاري، استشهد الفتى مهدي لدادوة (17 عاما)، فيما رصدت عدسات الكاميرات لحظة مهاجمة الجنود لطواقم الإسعاف والمواطنين في محاولة لاختطاف الشاب المصاب نور علي شريتح، إلا أن الطواقم تمكنت من انتزاعه من بين أيدي الجنود، وهو الآن يرقد في حالة خطيرة في المستشفى.
تدور مواجهات مماثلة في محيط جبل نعلان كتلك التي تندلع في (عين حراشة)، ففي السادس والعشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2018 وخلال مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال في محيط جبل نعلان استشهد الشاب عثمان أحمد علي لدادوة (33 عاما)، وأصيب الشاب محمد إبراهيم اشريتح (26 عاما) بجروح خطيرة، ارتقى بعدها شهيدا متأثرا بإصابته.
تتقاطر العائلات يومياً إلى الجبل وحتى ساعات الليل المتأخر، حتى لا يبقى المكان وحيداً ومهملاً يسهل على الاحتلال ومستوطنيه سرقته والاستيلاء عليه، كما أن البلدية تسعى جاهدة وفق مخططاتها في المرحلة الراهنة لإقامة متنزه في تلك المنطقة لمواجهة أطماع الاحتلال.
يبلغ عدد سكان المزرعة الغربية نحو سبعة آلاف نسمة، ومنذ النكبة قدمت البلدة عشرة شهداء، أقدمهم الشهيد جاسر الديسية، والشهيد راتب محمد سعادة، والشهيد فوزي عيسى لدادوة، والشهيد نصير شريتح، والشهيد تمام نوارة، والشهيد محمد صالح شريتح، والشهيد نديم نوارة، والشهيد معن أبو قرع، والشهيد محمد اشريتح، والشهيد عثمان لدادوة، وأخيراً الشهيد مهدي محمد لدادوة.