شارك وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، اليوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، في أعمال المنتدى العالمي التاسع لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة (UNAOC) والذي يضم في عضويته 158 دولة تشكل اصدقاء التحالف، بالاضافة الى 28 وكالة ومنظمة وهيئة متخصصة بالاضافة الى شركاء وشخصيات دولية أخرى. وتُعقد أعمال المنتدى في مدينة فاس في المغرب على مدار يومين، وبتنظيم من التحالف وبرعاية كل من اسبانيا وتركيا، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش ،والسيد ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، وممثلي الدول بما في ذلك وزراء الخارجية.
وينعقد المنتدى في دورته الحالية تحت شعار "نحو تحالف من أجل السلام: لنتعايش جميعا كإنسانية واحدة" لتعزيز مفهوم التعددية واحترام الثقافات والأديان والعيش المشترك، والتأكيد على مبادئ السلام والتفاهم بين المجتمع الدولي بأسره. ويسعى التحالف الى تعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة حول العالم، والتصدي لمظاهر التمييز والعنصرية والتطرف ومعاداة الأجانب والاسلاموفوبيا وغيرها، من خلال إطار دولي متعدد الأطراف يهدف لبناء مجتمعات عادلة وشاملة ومتقبلة للآخر.
وقد استعرض المنتدى العديد من المواضيع التي شملت مكافحة التمييز والتعصب على أساس الدين أو المعتقد، التربية على المواطنة العالمية، ودور القيادات الدينية في تعزيز السلام والوئام الاجتماعي، والجهود المبذولة لمكافحة ومنع التطرف، دور النساء وصناع السلام، إعادة تنشيط مبادئ التعددية من خلال ثقافة السلام. وتضمنت العديد من مداخلات الدول والمنظمات الدولية والإقليمية الإشارة إلى أهمية حل القضية الفلسطينية كأساس لحوار الحضارات وتعزيز السلام والوفاق الدولي.
وفي معرض كلمة دولة فلسطين التي ألقاها الوزير المالكي خلال أعمال المنتدى، أعرب عن تقدير دولة فلسطين لعقد هذا الحدث الهام، مؤكداً على أهمية الإنجازات والمبادرات التي أطلقها التحالف عبر السنوات لتعزيز التنوع وبناء الجسور بين شعوب العالم. وفي هذا الصدد، أشار إلى التزام دولة فلسطين، وبصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء التحالف، بتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات والأديان، من أجل خلق بيئة دولية تقوم على السلام والأمن المتبادل، حيث يتم احترام حقوق الإنسان وكرامته وحمايتها بشكل كامل، مؤكداً على ضرورة الالتزام بقواعد وروح القانون الدولي كمرتكز لجميع العلاقات والمعاملات بين الدول، وخاصة في ظل استمرار معاناة الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال العسكري الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري وعنف المستوطنين والتمييز الممنهج والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، محذراً من استخدام الدين لتحقيق أهداف وتطلعات استعمارية، كما يحصل بشكل يومي في الحرم الشريف. اذ أن الفشل المستمر في تحقيق السلام والعدالة في فلسطين هو مسألة تقوض جهود التحالف، وتشهد على انعدام المسائلة الدولية.
وفي هذا الصدد، أشار الوزير المالكي إلى التداعيات الخطيرة للعنصرية والكراهية والتطرف اليميني في العالم، اذ تهدد ظهور هذه الأيديولوجيات المزعزعة للاستقرار والسلم، مجتمعات وأمم بأكملها، مؤكداً على ضرورة توحيد الجهود وإدانة جميع أشكال التمييز والتطرف والتعصب، وعدم التغاضي عن الأعمال غير القانونية ومواجهتها بالمساءلة، اذ يعمل غياب المساءلة على تأجيج ثقافة الكراهية والافلات من العقاب وتطبيع مشاعر التحيز والهيمنة والتفوق.
وأخيراً، أعرب الوزير المالكي عن استعداد دولة فلسطين الكامل للمساهمة في بناء مجتمعات متماسكة وشاملة وذلك عبر دعم وتنفيذ مبادئ تحالف الحضارات ومبادئ الأمم المتحدة.
هذا وقد عقد الوزير المالكي مجموعة من اللقاءات الثنائية مع وزراء خارجية الوفود المشاركة في اعمال المنتدى. وشارك في اعمال المنتدى مع الوزير المالكي كل من السفير جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية، والسفير عمار حجازي مساعد الوزير للعلاقات متعددة الاطراف، والسفير فايز ابو الرب، مساعد الوزير للشؤون العربية.