القاهرة 30-11-2022 وفا- انطلقت فعاليات المؤتمر العربي الرابع للمياه، اليوم الأربعاء، في جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، تحت شعار "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، الذي تنظمه دولة فلسطين، برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وأكد الرئيس محمود عباس، في كلمته أمام المؤتمر، والتي ألقاها نيابة عنه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، رفضنا أن تبقى المياه الفلسطينية رهن الاحتلال أو السيطرة أو الاستغلال غير القانوني.
وقال الرئيس في المؤتمر الذي جاء بعنوان: "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، "سنتوجه إلى الجهات الدولية المختصة لوقف عدوان الاحتلال على مياهنا".
وأضاف سيادته أن البحر الميت يشكل نموذجاً آخر للاعتداء على مياهنا، إذ أنه يتقلص عاماً بعد عام، بسبب تحويل مياه الأنهار أو حبسها، وغياب الاتفاق، حول التخصيص والإدارة، بما يتوافق مع مبادئ وأعراف القانون الدولي.
وأعرب عن سعادته بأن ترعى دولة فلسطين هذا المؤتمر، الذي يعقد في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وحقوقه غير القابلة للتصرف.
وتقدم الرئيس بالشكر لجمهورية مصر العربية لاستضافتها المؤتمر على أرض الكنانة، وجامعة الدول العربية، وشبكة خبراء المياه العرب على تنظيمهم لهذا المؤتمر بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات الدولية.
وأكد أن حل قضية نقص المياه في وطننا العربي يقتضي وضع استراتيجية عربية موحدة وشاملة تدافع عن الحقوق التاريخية في المياه العربية في مواجهة الاحتلال، أو الاستغلال، أو التغوّل عليها، ووضع الخطط لمواجهة العجز المائي والغذائي في ظل التحديات القائمة.
وأشار إلى أن الأمن المائي العربي يشكل تحديا كبيرا لقرابة 453 مليون مواطن عربي، وهو قضية تستحوذ على اهتمام دولنا العربية، كما تمثل ذلك بقرار جامعة الدول العربية بإنشاء مجلس وزراء المياه العرب.
وشدد على ضرورة الاستجابة للطلب المتزايد على المياه والغذاء، اللذين يشكلان تحديا كبيرا في ظل محدودية المصادر في وطننا العربي، وفي ظل الجفاف، والتصحر، وسوء الاستخدام، وأيضاً استخدام المياه كسلاح، وتعاظم النزاعات، خاصة على المياه العابرة للحدود.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين، بمشاركة وزراء المياه، والموارد المائية، والري العرب، ووفود من الدول العربية، والمنظمات العربية والإقليمية المعنية.
وتدور محاور المؤتمر، حول الأمن المائي من أجل الحياة، والأمن المائي من أجل التنمية المستدامة، والأمن المائي من أجل السلام وإدارة المستجدات، والتغيرات الإقليمية والدولية المؤثرة في قطاع المياه.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز سياسات التكامل والترابط في إدارة قطاعات المياه والزراعة والطاقة وغيرها، وربطها بالتكنولوجيا والابتكار وتعزيز أسس وسياسات الحوكمة الرشيدة ودعم برامج بناء القدرات والبحوث والريادة مع التركيز على التكنولوجيا الحديثة والتخطيط الهادف للتكيف مع التغير المناخي، وإيجاد منصة فاعلة لأصحاب العلاقة من الدول والمنظمات وصناع القرار والخبراء والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية لمناقشة الجوانب المختلفة للأمن المائي العربي، والعمل سوياً لوضع حلول لأبرز التحديات والخروج بتوصيات قادرة على إحراز تقدم في هذا المجال من خلال رفع الوعي بشأن تحديات ندرة المياه في الدول العربية، وانعكاساتها على خدمات المياه والصرف الصحي، واستعراض تداعيات هذه التحديات على الحياة اليومية للشعوب العربية وعلى القدرة على تحقيق التنمية ومدى تأثيرها على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
ويسعى المؤتمر إلى جانب تبادل الخبرات وتطوير آليات متكاملة نحو تنفيذ سياسات واستراتيجيات الأمن المائي العربي من خلال تبادل المعرفة، وتطوير حلول فعالة، وإدخال تقنيات جديدة وحلول ذكية لتحقيق الإدارة المستدام والمتكاملة للموارد المائية.
كما يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون في مجال المياه العابرة للحدود بما يتماشى مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG6)، واتفاقية حماية واستخدام المجاري المائية العابرة للحدود والبحيرات الدولية واتفاقية قانون الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية.
ويناقش المؤتمر دعم برامج بناء القدرات والبحوث والريادة مع التركيز على التكنولوجيا الحديثة والتخطيط الهادف للتكيف مع التغير المناخي.
وتتمثل محاور المؤتمر في طرح القضايا المائية في المنطقة العربية ضمن 4 أبعاد رئيسية هي "الحياة" و"التنمية" و"السلام" و"المستجدات والتغيرات الإقليمية".
وتعاني دولة فلسطين من سرقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 600 مليون متر مكعب من المياه الجوفية الفلسطينية البالغة نحو 800 مليون متر مكعب، وتحولها إلى داخل مدنها ومستوطناتها، حيث أن ثلث مياه الضفة يتم استخدامها داخل اسرائيل، وبالوقت الذي يستهلك الإسرائيلي 430 لتر مياه يوميا، يستهلك الفرد الفلسطيني يستهلك 72 لترا فقط، وهو أقل من المعدل العالمي 120 لترا يوميا".