رام الله 4-12-2022 - نقلاً عن وكالة وفا- أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أهمية دور الأكاديميين والمثقفين في نصرة الحق الفلسطيني، وحماية الرواية الحقيقية الفلسطينية، أمام الرواية الصهيونية الزائفة.
وأضاف سيادته في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين، بحفل اعلان نتائج الفائزين في شهادة التكريم الوطنية للدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الفلسطينية، الذي تنظمه اليوم الاحد، "الحملة الأكاديمية الدولية المناهضة للاحتلال والأبارتهايد"، في مسرح بلدية رام الله، بالتزامن مع عقده في جامعة الأزهر بغزة، أن إنتاج المعرفة الإنسانية، عنصر أساس في صناعة وتوجيه الرأي العام الإنساني، من أجل أن ينتصر للحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة، وهو جزء لا يتجزأ من برنامج المقاومة السلمية التي ننتهجها.
واعتبر الرئيس أن الحملة الأكاديمية الدولية المناهضة للاحتلال والأبارتهايد، انتصار للعدالة وللقيم الإنسانية وللقانون الدولي، وتأكيد على حقنا المشروع في مقاومة هذا الاحتلال الاستعماري الذي يمارس عدوانا ممنهجا على أرضنا وشعبنا، من خلال جنوده ومستوطنيه الإرهابيين.
وقال سيادته إن ما تقومون به من جهد، بالشراكة مع مؤسسات فلسطينية بارزة، هو تأكيد عملي على أهمية القوة الناعمة في حماية الحق والعدل والسلام، وفي دعم المشروع الوطني الفلسطيني المتمسك بالسلام العادل والشامل.
وأعرب الرئيس عن ثقته بأن الحق والعدل والسلام سينتصرون في النهاية، وقال: لن نستسلم، وسنظل صامدين نقاوم الاحتلال، وسنوسع نطاق مقاومتنا الشعبية السلمية، ونتحرك على الصعيد الدولي لإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها ووقف عدوانها، ومن أجل محاسبتها على جرائمها وخرقها للقانون الدولي.
وحيا سيادته الشهداء والأسرى والجرحى، وجميع أبناء شعبنا الصامدين المرابطين في القدس وفي قطاع غزة والضفة الغربية، وفي كل مخيمات اللجوء في الوطن والشتات.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
الأخواتُ والإخوةُ، الحملةُ الأكاديمية الدوليةُ المناهضةُ للاحتلال والأبارتهايد، وأعضاء اللجنة العليا لشهادة التكريم الوطنية للدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للقضية الفلسطينية،
أبناء وبنات الشعب الفلسطيني،
يأتي حفلكم التكريمي هذا، متزامنا معَ إحياءِ الذكرى الخامسةِ والأربعينَ لليومِ العالميِ للتضامنِ معَ الشعبِ الفلسطيني، والذكرى الرابعةِ والثلاثينَ لإعلانِ الاستقلالِ الفلسطيني، وذكرى مرورِ عشرةِ أعوامٍ على حصولِ فلسطينَ على وضعِ الدولةِ المراقبِ في الأممِ المتحدة، ما فتحَ الأبوابَ أمامَنا لعضويةِ ما يزيدُ على مائةِ منظمةٍ ومعاهدةٍ دولية.
كذلكَ يتزامنُ هذا الاحتفال المقدّر، معَ قرارِ الجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ عقد جلسةٍ رفيعةِ المستوى لإحياءِ الذكرى الخامسةِ والسبعينَ لنكبةِ فلسطينَ العامَ القادم، في خطوةٍ أمميةٍ هامة جديدةٍ نحوَ تصويبِ الظلمِ التاريخيِ الذي وقعَ على فلسطينَ وشعبِها.
إنَّ حملتَكم الرافضةَ للاحتلالِ الإسرائيلي، ولسياسةِ الأبارتهايد والتمييزِ العنصريِ التي تمارسُها إسرائيلُ ضدَ شعبِنا، هي أيضا انتصار للعدالةِ وللقيمِ الإنسانيةِ وللقانونِ الدولي، وهي تأكيدٌ على حقِنا المشروعِ في مقاومةِ هذا الاحتلالِ الاستعماريِ الذي يمارسُ عدوانا ممنهجا على أرضِنا وشعبِنا، من خلالِ جنودهِ ومستوطنِيه الإرهابيين.
كل يوم .. لا بل كل ساعةٍ هناكَ اعتداءاتٌ وانتهاكاتٌ إسرائيليةٌ بحقِ شعبِنا وأرضِنا ومقدساتِنا.. الاستيطانُ الاستعماريُ الإسرائيليُ يتمادى كالسرطانِ في أرضِنا، والمستوطنونَ الإرهابيونَ يعيثونَ في الأرضِ فساداً ويُهلكونَ الحَرْثَ والنسل، وأعمالُ القتلِ اليوميِ بيدِ جنودِ الاحتلالِ لا تتوقف، فضلاً عن احتجازِ جثامينِ عشراتٍ منْ شهدائِنا، وهدمِ البيوت، ومصادرةِ الأرض، وخنقِ الاقتصادِ الفلسطيني، واحتجازِ أموالِنا، ومنْعِنا من استثمارِ مواردنِا الطبيعية.
لكننا أمامَ هذا العدوانِ لمْ ولنْ نرفعَ الراية، ولنْ نستسلم، بلْ سنظلُ صامدينَ في أرضِنا، نقاومُ الاحتلالَ والعدوان، ونوسعُ نطاقَ مقاومتِنا الشعبيةِ السلمية، ونتحركُ على الصعيدِ الدوليِ أيضاً ومعَنا كل محبي السلامِ والعدل، منْ أجلِ إجبارِ إسرائيلَ دولةِ الاحتلالِ على إنهاءِ احتلالِها ووقفِ عدوانِها، ومنْ أجلِ محاسبتِها على جرائمِها وخرقِها للقانونِ الدولي، ونحنُ واثقونَ بأنَّ الحقَّ والعدلَ والسلامَ سوفَ ينتصرُ في النهاية.
الأخوات والإخوة ... الحضور الكرام
إنَّ دورَكمْ كأكاديميينَ ومثقفينَ ضروريٌ غايةَ الضرورةِ في نصرةِ الحقِ الفلسطيني، وحمايةِ الروايةِ الحقيقيةِ الفلسطينية، أمامَ الروايةِ الصهيونيةِ الزائفة، ذلكَ أنَّ إنتاجَ المعرفةِ الإنسانيةِ الملتزمةِ بالحقِ والحقيقة، هو عنصرٌ أساس في صناعةِ وتوجيهِ الرأيِ العامِ الإنساني، منْ أجلِ أنْ ينتصرَ للحقوقِ الفلسطينيةِ العادلةِ والمشروعة، وهو جزءٌ لا يتجزأُ منْ برنامجِ المقاومةِ الفلسطينيةِ السلميةِ التي ننتهجُها.
ولأجلِ ذلك، واعترافا بهذا الدورِ الأكاديميِ الضروري، وإعلاءً لشأنه، سوفَ نقومُ هذا العامَ بتكريمِ ثُلةٍ منَ الأكاديميينَ في دولٍ عدة، كروسيا والصينِ ومصرَ والأردنِ والجزائرِ والمغربِ والسويدِ والأرجنتينَ وانجلترا، فضلاً عنْ فلسطين، حيثُ سيكونُ على رأسِ قائمةِ المكرمين، أيقونةُ النضالِ الصحفيِ والأكاديمي، الشهيدةُ شيرين أبو عاقلة، الشاهدةُ الشهيدةُ على جرائمِ الاحتلالِ وفظائعِه ضدَ شعبِنا.
الإخوة والأخوات
إنَّ ما تقومونَ بهِ منْ جُهد، عبرَ مؤتمرِكم هذا، وبالشراكةِ معَ مؤسساتٍ فلسطينيةٍ بارزة، هو تأكيدٌ عمليٌ على أهميةِ القوةِ الناعمةِ في حمايةِ الحقِ والعدلِ والسلام، وفي دعمِ المشروعِ الوطنيِ الفلسطينيِ المتمسكِ بالسلامِ العادلِ والشامل، ونحنُ واثقونَ بأَنكمْ سوفَ تواصلونَ هذا الجُهدَ الإنسانيَ المبارك، هنا وفي كلِ مكانٍ منْ هذا العالم، لكي نرى سوياً دولةَ فلسطينَ الحرةَ المستقلةَ كاملةَ السيادةِ وعاصمتُها القدس.
وختاماً، نتقدمُ بكلِ تحياتِ الإجلالِ والإكبارِ لشهدائِنا الأبرار، ولأسرانا وجرحانا الأبطال، ولجميعِ أبناءِ شعبِنا الصامدينَ المرابطينَ في القدسِ وفي قطاعِ غزةَ والضفةِ الغربية، وفي كلِ مخيماتِ اللجوءِ في الوطنِ والشتات، سائلينَ اللهَ العليَ القديرَ أنْ يكتبَ النجاحَ والتوفيقَ لمؤتمرِكم.