رام الله– انطلقت أعمال المؤتمر الوطني الأول للبحث الصحي في فلسطين، وذلك بحضور وزيرة الصحة د. مي الكيلة، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات م. إسحق سدر، ووكيل وزارة التعليم العالي بصري صالح نيابة عن وزير التعليم العالي أ. د. محمود أبو مويس، ورئيس جمعية الهلال الأحمر د. يونس الخطيب، وممثلين عن عدد من الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الصحية والجامعات والمراكز البحثية، الوكلاء المساعدون والمدراء العامون في وزارة الصحة.
وقال الوزيرة الكيلة في كلمتها خلال الافتتاح إن هذا المؤتمر تنظمه وزارة الصحة لأول مرة بالشراكة والتعاون مع كافة الأطراف والمؤسسات والوزارات والجامعات ذات العلاقة.
وأضافت أن هذا المؤتمر الوطني الصحي الهام يؤسس لانطلاق مرحلة جديدة من البحث الصحي المبني على الأسس العلمية الصحيحة، ويعد لمرحلة قادمة من التخطيط الجيد، وأن نبني ونستند على نتائج هذه الأبحاث والدراسات في مراحل التخطيط المستقبلية، والتي يجب أن تكون موجهة باتجاهات مدروسة تخدم القطاع الصحي الفلسطيني، وتساعد في عملية التطوير والبناء، وتوفير الخدمات الطبية بجودة عالية يستحقها أبناء شعبنا المناضل.
وقالت وزيرة الصحة إنه يقع على عاتق الباحثين والمختصين تركيز جهودهم وأبحاثهم نحو ما يخدم المواطنين والقطاع الصحي بحيث تكون هذه الأبحاث قابلة للتطبيق وتلامس الواقع الفلسطيني بأبعاده، مع مراعاة متابعة كل ما هو جديد ومتطور في المجالات الطبية والصحية المختلفة.
وشكرت الوزيرة الكيلة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر متمنية الخروج بتوصيات عملية تخدم القطاع الصحي الفلسطيني.
وفي كلمته نيابةً عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس، نقل وكيل "التعليم العالي" د. بصري صالح تحيات الوزير أبو مويس وتمنياته للمؤتمر بالنجاح والخروج بنتائج مفيدة لدفع عجلة البحث العلمي في فلسطين.
وقال صالح: "أثّرت جائحة كورنا على كل منحى في حياتنا ومن ضمنها منظومة التعليم والبحث العلمي، إذ برهنت الجائحة على أنه يجب ألا يُنظر إلى الصحّة والإنتاج البحثي العلمي التطبيقي بمنظور الربح والخسارة بل هو استثمار لترسيخ بيئة مستدامة، ومبدأ الوقاية خير من العلاج"، مضيفاً أن هذا المؤتمر هو مناسبة لإحراز التقدّم ضمن خيار الاستدامة والصمود في إطار حوار بناء، وتبادل للخبرات العلمية والعملية بشأن أفضل الوسائل القادرة على إحراز التقدّم في مجال تحقيق الرفاه والسلامة لجميع أفراد المجتمع، في مواجهة الظروف الصحية الطارئة.
وشدد على أهمية تطوير وتعزيز البحث العلمي الطبي، كونه يمثل أولوية قصوى في إطار تطوير منظومة البحث العلمي في فلسطين، وباعتباره فرصة حقيقية للتحوّل المنشود نحو بحث علمي تطبيقي، وتقديم أنموذج للشراكة بين المؤسسات الطبية والجامعات ومؤسسات البحث العلمي، إضافة لكونه فرصة مهمة لتجسيد التعاون البحثي بين فلسطين ودول العالم.
ولفت وكيل "التعليم العالي" إلى أن فلسطين قد حققت إنجازات مهمة على صعيد البحث العلمي، بحيث هناك 13 ألف منشور بحثي باسم فلسطين في قاعدة بيانات "سكوبس"، وأن باحثي فلسطين حققوا إنجازاً على مستوى نوعية أبحاثهم المنشورة، وهناك تعاون بحثي بينهم وبين باحثين من 160 دولة، إضافةً إلى أن 40% من مجموع ما تم نشره يأتي في إطار البحث العلمي الصحي.
وأشار صالح إلى أن "التعليم العالي" اتخذت عدداً من التوجّهات والإجراءات كأولويات؛ منها تطوير التعليم الطبي من خلال ضبط الأعداد، وتوفير التدريب العملي وفق المعايير الدولية، وتفعيل واستثمار الشراكة في إطار البرامج الإقليمية والدولية وتحفيز الباحثين وتدريبهم، وعقد شراكات وطنية لنداءات بحثية وجوائز للباحثين، "وقد تم إطلاق جائزة البحث العلمي والتي تم تخصيصها هذا العام للأبحاث المتعلقة بـ كوفيد وآثاره على المجتمع الفلسطيني"، داعياً إلى مزيد من النشاط البحثي التطبيقي في المجلات العالمية المُحكّمة؛ لرفعة الوطن وإبراز مكانته على الخارطة الدولية.
من جهته، وقال رئيس المؤتمر والهيئة التحضيرية للمؤتمر د. عبد الله القواسمي إن 94 بحثاً وورقة علمية تم تقديمها للمؤتمر من وزارة الصحة والجامعات الفلسطينية والمؤسسات والباحثين الفلسطينيين، إضافة إلى 5 أبحاث من المدارس، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً منها نُشر في أفضل المواقع والمجلات العالمية.
وأضاف: تكمن أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على البحث العلمي الصحي، والعمل على تطويره، ليصبح القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها صناع القرار وصانعي السياسات على المستوى الوطني على أسس علمية ومهنية بحتة، ولنرتقي بالخدمات الصحة للمستوى الذي يتطلع له أبناء شعبنا، وتأسيس بيئة مناسبة للباحثين وتطويرها و دعمها.