خان يونس 4-1-2023- نقلاً عن وكالة وفا- طارق الاسطل
تشهد المناطق الشرقية من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بشكل شبه يومي، إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الاحتلال المتمركزة على السياج الحدودي، باتجاه المواطنين ومنازلهم واراضيهم الزراعية حيث باتت تهدد حياتهم.
قبل أسبوع فقط، نجت عائلة المواطن احمد النجار من موت محقق عندما اخترقت رصاصات الاحتلال الاسرائيلي نوافذ وجدران منزله في منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويقول النجار (33 عاما) إن استهداف منزلي بالرصاص الحي كان في وقت الظهيرة وبشكل مفاجئ، بينما كنا نستعد لتناول الغداء، حيث اضطررنا انا وزوجتي وابنائي للانبطاح على الأرض خوفا من التعرض لإطلاق نار آخر غير متوقع.
ويضيف النجار وهو اب لخمسة ابناء، ان عناية الله سبحانه وتعالى حالت دون ان يصاب أي فرد من عائلتي بأذى، وان الرصاصة التي استقرت في المنزل كانت في احدى الغرف التي لم نكن متواجدين بها. مشيرا إلى ان هذا الامر ادى الى حالة من الهلع والخوف الشديدين بين أبنائي وزوجتي.
وبين النجار في حديث مع "وفا"، أن جنود الاحتلال الاسرائيلي المتمركزين في مواقعهم العسكرية يستهدفون برشاشاتهم الثقيلة والمتوسطة بشكل يومي وعشوائي احياء وشوارع ومنازل واراضي زراعية في المنطقة من دون أي سبب يذكر.
بدوره، قال المواطن ماجد قديح (40 عاما)، ان إطلاق النار العشوائي يتسبب في خلق حالة من القلق والخوف في صفوف المواطنين وبات يشكل خطرا يلاحق الاهالي حتى الجالسين امام منازلهم في منطقة خزاعة شرق خان يونس.
وأضاف قديح، في الايام الماضية ارتطمت رصاصة عشوائية أطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي بأحد منازل المواطنين بشارع عزات ببلدة خزاعة، والحمد لله لم يصب أحد بأذى. مشيرا إلى انه قبل شهر اخترقت رصاصة مطعما للمأكولات الشعبية وسط البلد، ولم تسفر عن اصابات.
وبين انه قبل نحو ثلاثة أشهر اخترقت رصاصة نافذة منزل المسن فارس النجار (80 عاما) دون ان يصاب أحد من افراد العائلة، مبينا أن هذا الأمر هدد حياة سكان المنزل بشكل خطير.
ويستذكر قديح، انه قبل سنوات قليلة اصيب المواطن صبحي قديح بطلق ناري في الظهر في منطقة النجار قرب مسجد عباد الرحمن بسبب الرصاص العشوائي.
كما تتعمد قوات الاحتلال الاسرائيلي إطلاق النار وقنابل الغاز تجاه المزارعين على طول السياج الفاصل شرق القطاع، من أجل إجبارهم على الانسحاب والتراجع وترك أراضيهم وتحرمهم من الحصول على لقمة عيشهم بأمن وسلام.
ويقول المزارع ابو احمد ابو دقة (60 عاما)، الذي يمتلك عدة دونمات زراعية شرق خان يونس، انه كلما يتوجه الى العمل في ارضه التي تبعد عن السلك الفاصل حوالي 400 متر يتوقع الموت في أي لحظة نتيجة النيران التي تستهدفهم كل يوم بشكل عشوائي ومن دون أي مبرر يذكر.
وتابع، انه رغم إطلاق النار والمخاطر التي نواجهها الا اننا نضطر الى العودة مجددا الى ارضنا لزراعتها والاعتناء بها لأنها مصدر رزقنا الوحيد الذي لا غنى عنه.
اما المزارع ابو علي الاسطل (50 عاما)، فيقول: لقد استأجرت أكثر من 20 دونما في منطقة الفراحين شرق خان يونس، التي تبعد مئات الامتار عن الخط الفاصل، وقمت بزراعتها بمختلف انواع الخضراوات والمحاصيل رغم اعتداءات جنود الاحتلال الاسرائيلي وإطلاق النار العشوائي الذي قد يودي بحياتي في أي لحظة.
واضاف انه يودع اهله في كل مرة يذهب فيها الى الارض خشية ان تطاله نيران قوات الاحتلال الاسرائيلي. كما أكد ان المزارعين في المنطقة يتعرضون لإطلاق النار من قوات الاحتلال بصورة شبه يومية، وهذا أثر بشكل كبير على قدرتهم في الوصول إلى أراضيهم القريبة من الخط الفاصل.
بدوره، قال نائب مدير دائرة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ياسر عبد الغفور، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي تنفذ اعتداءات ممنهجة بإطلاق النار من الأسلحة الرشاشة، وكذلك قنابل الغاز تجاه الأحياء السكنية والزراعية الواقعة شرق القطاع، لا سيما ضمن ما يطلق عليها المنطقة العازلة والمقيدة الوصول بمحاذاة السياج الشائك.
وبين عبد الغفور، ان قوات الاحتلال تستهدف دون أي مبرر المزارعين خلال عملهم أو محاولتهم الوصول إلى أراضيهم، وصيادي العصافير والرعاة، وعربات البلديات وعموم المارة، إلى جانب استهداف المنازل السكنية.
وتابع: هناك ما يقارب 700 انتهاك اقترفها الاحتلال في المنطقة المقيدة الوصول خلال عام 2022، اشتملت إلى جانب عمليات إطلاق النار على رش المبيدات والاعتقالات وعمليات القصف. كما أنه يترتب على اعتداءات الاحتلال انتهاكات أخرى تمس الحقوق الاقتصادية والبيئية، لذلك مطلوب من المجتمع الدولي التحرك الجاد لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة الاحتلال على اقترافها.