القاهرة 12-2-2023 - نقلاً عن وكالة وفا- بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، انطلقت اليوم الأحد، أعمال مؤتمر "القدس صمود وتنمية"، في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، وسط تمثيل عربي وإقليمي ودولي رفيع المستوى.
ويهدف مؤتمر القدس، الذي يأتي تنفيذا لتوصيات قمة الجزائر الأخيرة، إلى دعم وتعزيز صمود أهلها باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، ويخوضون معركة يومية بصمودهم، وتمسكهم بهويتهم ورباطهم، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
كما يعرض المؤتمر قضية القدس على الرأي العام العالمي، خاصة ما يجري من انتهاكات وجرائم إسرائيلية ممنهجة، بهدف إفراغ المدينة من أهلها الفلسطينيين، إضافة لمحاولات تهويد المسجد الأقصى.
وقالت الجامعة العربية، إنها حرصت على أن يكون البعد الاقتصادي والاستثماري حاضرا بالتوازي مع المحور القانوني، باعتبار أن تعزيز الاستثمار بالقدس والبلدة القديمة منها، أحد أساليب المقاومة والصمود، لذا تمت دعوة عدد من المستثمرين والاتحادات العربية المعنية بالاستثمار والصناديق السيادية وكل من له علاقة بالتنمية والاستثمار في العالم العربي لكي يستطيع المساهمة العملية في دعم صمود المقدسيين.
يذكر أن قمة الجزائر الأخيرة أوصت بضرورة وضع وصياغة استراتيجية عربية موحدة، تحدد المواقف تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وعدم التنازل عن اعتبار مدينة القدس، ذات المكانة المقدسة في الضمير الجمعي العربي الإسلامي، عاصمة لدولة فلسطين.
الرئيس: دعم القدس وتعزيز صمود أهلها واجب ديني وضرورة إنسانية ووطنية
وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن دعم القدس وتعزيز صمود المرابطين فيها وفي أكنافها، واجب ديني وضرورة إنسانية ووطنية لا بد من أدائها.
وأضاف سيادته في كلمته، امام مؤتمر القدس، أن القدس بحاجة إلى أمتيها العربية والإسلامية، وإلى من يشد إليها الرحال لكي يشارك أهلها رباطهم المقدس، ولو أيامًا أو حتى ساعات.
وأشار الرئيس إلى أن المعركة المحتدمة في القدس وعليها، لم تبدأ فقط يوم احتلالها عام 1967، بل قبل ذلك بعقود عدة، وحتى قبل وعد بلفور الذي تآمرت على إصداره الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وأميركا، بهدف التخلص من اليهود في أوروبا من جهة، وإقامة ما سمي بالوطن القومي لهم في فلسطين من جهة أخرى، ليكون مخفرًا لتأمين مصالح هذه الدول الاستعمارية.
وأكد سيادته: كما رفض شعبنا وعد بلفور ونتائجه، رفضنا أيضا كل محاولات تصفية قضيتنا أو اختزالها أو تزييف وطمس حقائقها؛ رفضنا صفقة القرن، ورفضنا -ولا نزال نرفض- نقل السفارة الأميركية أو أي سفارة أخرى إلى القدس، كما رفضنا عام 2017 محاولات إسرائيل لوضع بوابات إلكترونية تتحكم في الدخول والخروج إلى المسجد الأقصى.
وشدد الرئيس على أننا سنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية، مدافعين عن حقوقنا، مهما كانت الظروف، وسنتصدى بكل ما نملك من إرادة وقوة لمخططات الحكومة الإسرائيلية الأكثر عنصرية وتطرفا، التي تستهدف المسجد الأقصى ومقدساتنا كافة.
وأشار سيادته إلى أن دولة فلسطين ستتوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، لنطالب باستصدار قرار يؤكد حماية حل الدولتين من خلال منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ووقف الأعمال الأحادية، وعلى رأسها الاستيطان، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وأكد الرئيس ان دولة فلسطين تحتفظ بحقها، بل ستواصل الذهاب إلى المحاكم والمنظمات الدولية حماية لحقوق شعبنا المشروعة.
وقدم سيادته أمام المؤتمر رواية حقيقية موثقة حول المسجد الأقصى المبارك، بما فيه حائط البراق، تدحض الرواية المزورة التي يستند إليها الاحتلال، وتؤكد أننا أصحاب الحق في فلسطين وفي القدس وفي المسجد الأقصى، وأصحاب الحق الديني والتاريخي والقانوني الحصري في حائط البراق.
وقال الرئيس: تعرضنا في الماضي -وما زلنا- لأكبر عملية تزوير لتاريخنا، وقالوا إنها "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، لكن حقيقة الأمر أنهم أرادوها أن تصبح أرضًا بلا شعب عبر تهجير شعبها من خلال الجرائم والمذابح التي ارتكبوها بحق شعبنا.
وأشاد الرئيس بالمبادرة التي أطلقتها مؤسسة قدسنا برعاية الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني، وصندوق وقفية القدس، وصندوق تمكين القدس، التي حشدت تمويلا بقيمة 70 مليون دولار أميركي، وتنوي رفعها إلى 200 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة، لتمويل مشروعات وقفية في القدس وفلسطين، داعيا الجميع للمساهمة في تعزيز هذه المبادرة الهامة وأمثالها، دعما لصمود أهلنا في القدس وفلسطين.
وأعرب سيادته عن ثقته بأن مؤتمر القدس سيكون بمستوى القضية الكبيرة التي يتناولها، وعلى قدر التحديات الجسام التي تواجهها عاصمتنا الفلسطينية المقدسة، بفعل الاحتلال والمخططات والإجراءات التي ينفذها، والتي تستهدف تاريخ المدينة ومقدساتها وأهلها وهويتها الحضارية الفلسطينية العربية والإسلامية المسيحية.
واكد الرئيس أن القدس درة التاج وزهرة المدائن ستبقى في العيون، وأن العمل من أجلها والدفاع عن مقدساتها شرف ورفعة.
العاهل الأردني: أي محاولة للمساس بالوضع القائم في الأقصى ستكون له انعكاسات سلبية على المنطقة
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن أي محاولة للمساس بالوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك ستكون لها انعكاسات سلبية على المنطقة بأكملها.
وأكد العاهل الأردني، خلال كلمته، أن الحفاظ على فرص السلام يتطلب وقف الانتهاكات الإسرائيلية والاقتحامات في المسجد الأقصى.
وأضاف: "الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومواصلة مشاريع الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، للحفاظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها، وتثبيت صمود المقدسيين، وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية".
وشدد على أن محاولات التقسيم المكاني والزماني بالأقصى تعيق فرص تحقيق السلام المنشود، ولا يمكن أن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار، والقضية الفلسطينية تراوح مكانها.
وتابع العاهل الأردني: "نؤكد وقوفنا إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، ونطالب المجتمع الدولي بتلبية حقوقهم العادلة والمشروعة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "في إطار هذه المسؤولية التاريخية، فإننا في المملكة الأردنية الهاشمية، نقف إلى جانب اخواننا وأخواتنا المسيحيين في القدس في الحفاظ على كنائسهم وتصديهم للانتهاكات والاعتداءات عليها، ونؤكد التزامنا بالعهدة العمرية، التي حفظت الوئام والعيش المشترك في القدس، منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام".
وقال العاهل الأردني: "ستبقى القضية الفلسطينية في مقدمة الأولويات العربية، ونجدد تأكيدنا على توحيد الجهود العربية لدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم".
وأعرب عن شكره للأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها على جهودهم في الإعداد للمؤتمر بالتنسيق مع دولة فلسطين، الذي وصفه العاهل الأردني بالمؤتمر الهام، والذي يأتي في وقت يستدعي من الجميع تكثيف الجهود لدعم صمود الفلسطينيين.
الرئيس المصري: نرفض وندين أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم في القدس
أكد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها.
وشدد الرئيس المصري، خلال كلمته، على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته، باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين.
وأضاف: نؤكد سويا دعمنا لصمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية، مدينة السلام ومهد الأديان، لقد كانت عبر التاريخ عنواناً للصمود الذي يحمله اسم مؤتمر اليوم.
وأعرب عن أسفه من أن هذا "الصمود" أصبح وكأنه قدر تلك المدينة، فهي كما عانت في الماضي، ما زالت تعاني في الحاضر.
وقال: اختص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن "أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة"، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
وجدد تحذير مصر من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك... أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً في أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن مصر بادرت منذ أكثر من أربعة عقود بمد يد السلام لإسرائيل، سلام قائم على العدل، وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.
وأكد أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية.
وأعرب عن أسفه من استمرار الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير واستيلاء على الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية.
وبهذا الصدد، أكد أن كل هذه الإجراءات تزيد الاحتقان على الأرض، وتهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، وتعيق الوصول إلى حل الدولتين، كما يضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة.
وجدّد الرئيس المصري دعوته للمجتمع الدولي وشركاء السلام، إلى ضرورة العمل سوياً على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة، لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي.
كما دعا الأطراف الدولية إلى عدم الاستسلام للجمود السياسي، الذي يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل.
وأكد أن مصر ستستمر في الدعوة إلى معالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال، ولن تألو جهدا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي طالت معاناته، وستواصل - من أجل هذا الهدف - العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي.
وجدّد التأكيد على مواصلة الجهود للتعامل مع التحديات الآنية، والعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة، ودعم إعادة إعمار القطاع، ودعوة المجتمع الدولي إلى زيادة إسهامه في تخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة.
ووجه كلمته لأبناء شعبنا، بالقول: أقول للشعب الفلسطيني في كافة بقاع الأرض، نعم لقد طالت معاناتكم وتأخرت حقوقكم، وزادت أزمات المنطقة، إلا أن قضيتكم لا زالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكوناً رئيسياً لعملنا المشترك، وجزءاً لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية، وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع، في إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، فإننا نظل داعمين لصمودكم بالقدس وبجميع أركان فلسطين.
أبو الغيط: الهدف من المؤتمر دعم صمود المقدسيين وقضية فلسطين والقدس جمعت كل العرب
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن قضية فلسطين والقدس هي التي جمعت العرب بشكل لم يحدث مع قضية أخرى.
وأكد أن القدس حاضرة في وجدان العرب، إلا أنها تعاني ليس فقط من وطأة الاحتلال، وإنما محاولات لطمس الهوية التاريخية، وتهويدها، وتفريغها من السكان، عبر القمع وهدم المنازل وغيرها من الإجراءات التعسفية.
وشدد أبو الغيط على أن الهدف من المؤتمر هو دعم صمود المقدسيين، مشيرا إلى أن القدس تقع تحت الاحتلال، ولا يستطيع أحد تغيير هذه الحقيقة، في ظل حكومة متطرفة. وكل محاولات التهويد لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف.
وتابع: "نريد من العالم أن يرى الواقع على حقيقته، المخجلة والمُفزعة وأن يُدرك خطورة ما يسعى الاحتلال إلى تكريسه في القدس الشرقية، وفي البلدة القديمة، وفي الأقصى المبارك، والسعي إلى "تقسيم" الأقصى وطمس وجهه الإسلامي والعربي لن يقود سوى إلى إذكاء الاضطرابات والعنف بلا نهاية".
وأكد أن تعزيز الصمود واجب على كل عربي، مشددا على ضرورة الحفاظ على وضعها التاريخي، حتى يتحقق السلام الدائم والشامل، وأن المؤتمر رسالة إلى العالم بضرورة حماية القدس من الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال.
وقال: إن حل الدولتين هو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومن دون أفق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقتنا، فإننا لا نترك للفلسطينيين سوى الإحباط واليأس وعلى محبي السلام في العالم السعي والعمل بجدية من أجل إنقاذ حل الدولتين.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر الذي يهدف إلى دعم وتعزيز صمود أهل القدس، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن المدينة، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
العاهل المغربي: القدس تحظى بمكانة متميـزة في وجدان الشعوب العربية والإسلاميـة
أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، في كلمة نيابة عن العاهل المغربي محمد السادس، أن مشاركة المملكة المغربية، يؤكد التزامها المتجدد والثابـت، بدعم القضية الفلسطينية بشكل عـام، والقدس بشكل خـاص، والتي نوليها أهمية قصـوى، من منطلق الأمانة التي نتقلدهـا، بصفتنـا رئيسا للجنة القـدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامـي، حيث جعلناها في مستوى مكانة قضيتـنا الوطنية الأولـى، وأحد ثوابت سياستنا الخارجيـة، كما أكدنا على ذلك في مناسبات مختلفـة.
وتابع: "ما يضفي أهمية خاصة على هذا اللقاء الهـام، كونه ينعقد في ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينيـة، وقضية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحيـة، وفي مقدمتها المسجد الأقصـى المبـارك، وهو ما يلقي على عاتقـنا مسؤولية جماعيـة، في إطار أجندة العمل العربي المشتـرك، وتوحيد الموقف العربـي، لمواجهة الانتهاكـات التي تتعرض لها المدينة المقدسـة، ومحاولة طمس هويتها الحضارية الفريـدة، وتغيير طابعهـا القانونـي، الذي تعهدت قرارات مجلس الأمن الدولي بحمايتـه".
وشدد أخنوش على أن التدابير الأحاديـة، التي من شأنها إضفاء واقع غير شرعي على القدس ومحيطهـا، تعتبر تهديدا للوضع القانوني للمدينـة، وتركيبتها الديمغرافيـة، وطابعها التاريخي القائم على تعدد الثقافات والأديـان، إضافة إلى ذلـك، فإن الإجراءات الممنهجة والمتعارضة مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحـدة، لا تساعد على بناء الثقـة، بل تقوض كل أسس التوصل إلى حل دائـم، يقوم على وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنـب، في أمن وسـلام.
وقال: إن حماية مدينة القدس من مخططات تغيير الوضع التاريخي والقانوني فيهـا، ينبغي أن يكون عملا صادقا ومخلصـا، بعيدا عن نطاق الشعارات الفارغـة، والمزايدات العقيمـة، والحسابات الضيقـة.
وأضاف أخنوش، "أكدنـا، أكثر من مـرة، أن مدينة القدس تحظى بمكانة متميـزة في وجدان الشعوب العربية والإسلاميـة، ما يجعلها أمانـة على عاتقنا جميعـا، فالدفاع عنها لا يجب أن يكون عملا ظرفيا أو مناسباتيـا، إنما ينبغـي أن يشمل التحركات الدبلوماسيـة المؤثـرة، والأعمال الميدانيـة الملموسـة، داخل المدينة المقدسـة".
وأوضح أن العمل الميداني الذي تقـوم به وكالة بيت مال القـدس الشريـف، وهي الذراع الميدانية للجنة القـدس، التابعة لمنظمـة التعاون الإسلامـي، منذ 25 عاما، يهدف إلى دعم المدينة المقدسـة، والحفـاظ على طابعها الحضـاري، من خلال تنفيذ مشاريع اجتماعية وتنموية تهم جميع فئات المجتمع المقدسـي.
وتابع: استطاعـت الوكالـة تنفيـذ ما يزيد على 200 مشـروع، بكلفـة تُقدّر بحوالي 65 مليون دولار، بتمويل مغربي كامل، من ميزانيتها في صنف تبرعات الـدول، وحوالي 70%، في صنف تبرعات المؤسسات والأفـراد.
وشدد أخنوش على ضرورة تضافر الجهود العربية والإسلاميـة، من أجل الانخراط في مسار حماية ودعم مدينة القدس، والدفع في اتجاه تحقيق انفراج سياسـي، من شأنه أن يفتح آفاقا للتفاؤل بمستقبل يسوده السلم والأمن والازدهار بالمنطقـة.
وجدد الدعوة إلى إقامة تحالف عالمي يجمع كل القوى الحيـة، الملتزمة بالسـلام، والمؤمنة بقيم التسامح والتعايـش، لإنقاذ مدينة السـلام، والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني المشتـرك، انسجاما مع النداء الذي أطلقناه بالرباط عام 2009، لمناسبة المؤتمر الدولي حول القـدس.
وأكد أن المغـرب، يظل مقتنعا أن القضية الفلسطينيـة، هي قضية سياسية جوهريـة، وهي مفتاح الحل الدائم والشامل من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشـرق الأوسـط، ويتعين إيجاد تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدوليـة، ووفق مبدأ حل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولـي.
وتابع أخنوش: "إيمانا منا بأن السلام في منطقة الشـرق الأوسط يبقى خيارا إستراتيجيا لا محيد عنـه، ستواصل المملكة المغربية جهودهـا، مستثمرة كل إمكانياتهـا، والعلاقات المتميزة التي تجمعها بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلـة، من أجل المساهمة في أي جهد دولي يهدف إلى إعادة إطلاق مسار الحوار والمفاوضـات، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لوضع حد للنـزاع، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء بمنطقة الشرق الأوسـط."
وأكد الدعم الكامل لدولة فلسطين بقيـادة الرئيـس محمـود عبـاس، في جهوده لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، إلى ما يصبو إليه من حرية واستقـلال، ووحدة وازدهـار.
وزير خارجية أذربيجان: فلسطين تشكل أهمية بالنسبة لأعضاء دول عدم الانحياز
وحذّر وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف، في كلمة دول عدم الانحياز، من خطورة الوضع في القدس والذي يشهد تدهورا.
وأكد أن قضية القدس أحد أهم القضايا المعقدة في القضية الفلسطينية، ويجب أن تكون في لب جهود تحقيق السلام العادل في المنطقة.
وقال بيراموف: إن فلسطين تشكل أهمية بالنسبة لأعضاء دول عدم الانحياز، خاصة أن الشعب الفلسطيني يعيش في ظروف صعبة.
وتابع: إن رؤساء الحكومات والأعضاء في دول عدم الانحياز اعادت التأكيد في باكو 2019 على أن الإجراءات غير القانونية بما فيها توسيع المستوطنات والاستيلاء على الاراضي وتدمير المنازل والتهجير القسري للفلسطينيين تتعارض مع اهداف السلام، وأكدت أن جميع الوثائق والاعلانات القانونية التي تم تبنيها في المؤتمر الوزاري في 2021 ان السلام العادل لأطراف القضية الفلسطينية يجب أن تكون وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
ولفت بيراموف أن حركة عدم الانحياز دعت إلى توفير الدعم والمساعدات الى الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين، والتعاون مع الاونروا وغيرها من منظمات الامم المتحدة في سبيل التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكد ان أذربيجان تدعم جهود التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، إضافة الى مواصلة دعم بلاده تقديم المساعدة المالية لدعم جهود الإغاثة في الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتأكيدا منها على التزامها تجاه القضية الفلسطينية وعلى ولائها مع التضامن الإسلامي.
"التعاون الإسلامي": نرفض تغيير الوضع القائم في القدس
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه "دعم المنظمة الثابت للشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل نيل حقوقه الشرعية، ورفضها المطلق وإدانتها لجميع الإجراءات غير القانونية التي تهدف إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي والهوية العربية لمدينة القدس المحتلة، باعتبارها إجراءات لاغية وباطلة بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وشدد الأمين العام على دعم المنظمة المستمر لدولة فلسطين في ممارسة حقها في السيادة الكاملة على أرضها الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وحذر من خطورة استمرار إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف المقدسات في مدينة القدس المحتلة، مؤكدا مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني فيها، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين وحدهم.
واعتبر انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات اعتداءً على الحقوق الدينية الثابتة للأمة الإسلامية، وتراثها، واستفزازا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وانتهاكاً لحرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة، وخرقاً خالصاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وجدد التحذير من أن الاستمرار بهذه الإجراءات يهدد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.
وقال الأمين العام: إن ما تشهده مدينة القدس الشريف من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية ممنهجة، تستدعي تعزيز التعاون القائم بين منظمتنا، والأجهزة المختلفة، لتوفير الدعم السياسي لها في المحافل الدولية.
ودعا إلى تكاتف الجهود لدعم التدابير القانونية المناسبة لدى الهيئات الدولية، بما فيها محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، من أجل محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته.
وأشار إلى أن ما نشهده من صمود وإصرار لدى أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وحرصهم على تمكين المؤسسات من الاستمرار في تقديم المقومات الأساسية لأهلها والمرابطين، يعكس الإيمان بقضيتهم وتمسكهم بواجب الدفاع عن هذه المدينة، وهويتها، وتاريخها، ومقدساتها، وعنا جميعا.
وشدّد على ضرورة تعزيز التعاون مع جميع الشركاء لتقاسم المسؤولية، وحشد ما أمكن من الموارد للتنسيق المشترك، من أجل المساهمة في حماية مدينة القدس، وصون هويتها العربية، ودعم صمود أهلها، وتثبيتهم في مواجهة مخططات التهويد الإسرائيلي، في إطار الجهود التي يتم بذلها لضمان عودتها إلى السيادة الفلسطينية، كعاصمة لدولة فلسطين.
غوتيريش: موقف الأمم المتحدة واضح حول القدس ولا يمكن تغييرها من خلال إجراءات أحادية
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن موقف الأمم المتحدة حول وضعية القدس واضح، ولا يمكن أن يتم تغييرها من خلال إجراءات أحادية بما في ذلك أنشطة الاستيطان، ويمكن تسويتها فقط من خلال المفاوضات بين الأطراف.
وأكد التزام الأمم المتحدة بالإجراءات التي يتخذها الفلسطينون والإسرائيليون تجاه انهاء الاحتلال، وحل دولتين تعيشان جنبا الى جنب، مع القدس عاصمة للدولتين، لتعزيز الامن والاستقرار والكرامة للجميع.
ودعا غوتيريش الى ضرورة الابتعاد عن الاجراءات الاحادية والعمليات الاستفزازية والحفاظ على الوضع التاريخي والديمغرافي للمدينة، والاستمرار في الحفاظ على الأماكن المقدسة الواقعة تحت الوصاية الأردنية الهاشمية.
الأمين العام لمجلس التعاون يؤكد مواقف الإجماع العربي على سيادة الشعب الفلسطيني ودعمه ضد الاحتلال
أكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، أنّ مواقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه تجاه القضية الفلسطينية هي مواقف الإجماع العربي، التي تعدها قضية العرب والمسلمين الأولى والقائمة على مبدأ سيادة الشعب الفلسطيني على جميع أراضيه المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي لحل هذا الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق تلك الأسس، ورفضْ كافة السياسات الإسرائيلية التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والرفض لأي توجه لضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل وبناء الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأدان كافة الإجراءات التي تستهدف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، وطرْد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية، ومحاولات تغيير طابعها التاريخي والقانوني وتركيبتها السكانية والترتيبات الخاصة بالأماكن المقدسة الإسلامية، ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية عليها في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقرارات الدولية والاتفاقات القائمة المبرمة بهذا الشأن.
وأشار البديوي إلى أنّ المؤتمر يهدف إلى دعم التحرك العربي والدولي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمكين المواطن الفلسطيني من الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية.
الرئيس الجزائري: نؤكد مواصلة وتكثيف الجهود للدفاع عن القدس
أكد رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون مواصلة وتكثيف الجهود والمساعي للدفاع عن القدس المحتلة في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج، الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها.
وشدد وزير الخارجية رمطان لعمامرة في كلمة نيابة عن الرئيس الجزائري، أن السياسات العنصرية المدانة التي يسعى الاحتلال لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها في سياق ما شهدناه مؤخرا من استفزازات، لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا، لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن، وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأكد في كلمته تمسك الجزائر بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي-الإسرائيلي وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وجددنا العزم على مواصلة وتكثيف جهودنا ومساعينا للدفاع عن القدس المحتلة، في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها.
وعبر عن إدانة الجزائر الشديدة ورفضها المطلق لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، بفرض سياسة الأمر الواقع التي تجاوزت الحاضر لتمتد إلى الماضي، عبر تزوير الحقائق، وتغيير المسميات.
وجدد تمسك الجزائر التام بدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
كما ثمن الخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها مؤخرا على الصعيد الدبلوماسي، لا سيما اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى مواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر، لا سيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وعلى الصعيد السياسي، أشار إلى أن الجزائر تواصل التنسيق مع الجميع للم الشمل، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة الذي كلل بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على "إعلان الجزائر"، والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه.
وقال: قناعتنا تبقى راسخة أنه أمام التحديات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لابد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني، للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي، وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته.
وأشار إلى أن تمسك الجزائر بالدفاع عن القدس الشريف بكل ما يحمله ذلك من معاني الانسجام والتلاحم مع تاريخها الوطني ومبادئ ثورتها التحريرية المجيدة، ليمثل بالنسبة للأجيال الحاضرة امتدادا لجهود أسلافهم الميامين، الذين نستذكر منهم العالم المجاهد والولي الصالح "سيدي أبي مدين شعيب الغوث التلمساني"، الذي اقترن اسمه بالقدس الشريف وبالأوقاف التي تركها مع رفاقه المجاهدين، لتشهد على روح الأخوة والتآزر بين أبناء الأمة الواحدة.
وأثني على المقترحات البناءة الموضوعة قيد الدراسة اليوم، بأبعادها الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية، والتي ترمي كلها إلى تفعيل جميع السبل الكفيلة بدعم وتعزيز صمود أهلنا في القدس الشريف، وتوفير الحماية اللازمة لمقدساتنا.
وجدد دعم الجزائر المطلق، واستعدادها التام للمساهمة بفعالية في هذا الجهد الجماعي، خدمة لقضيتنا المركزية، ووفاءً لمسؤولياتنا التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.
وزير المالية الصومالي: نجدّد التأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية
قال وزير المالية الصومالي علمي محمود نور: إن موقف بلاده ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ومتمسك بمبادرة السلام العربية، وبقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي.
وأكد نور وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، مشدداً على أهمية هذا المؤتمر رفيع المستوى، والذي أقرته القمة العربية الأخيرة في الجزائر.
وأضاف: "ستظل القدس على رأس أولويات العمل العربي، ونثمن وندعم المشروعات التنموية المقترحة من دولة فلسطين في قطاعات الصحة، والتعليم، والإسكان، وتمكين المرأة، كما ندعم إنشاء صندوق من أجل دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالقدس".
وأردف: "ندعم مقترح تشكيل لجنة خبراء عربية متخصصة في القانون الدولي، لتقديم الاستشارات القانونية حول انتهاكات الاحتلال، بحيث تجتمع اللجنة بشكل دوري، لبحث القضايا القانونية، والانتهاكات التي تتعرض لها القدس".
وجدّد التأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يفضي إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على عدم شرعية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وبطلان محاولات إسرائيل في تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى، مؤكداً ضرورة الحفاظ على المكانة التاريخية للقدس.
جزر القمر: السلام الشامل لا يتحقق إلا بالحفاظ على المكانة التاريخية للقدس
قال وزير الدولة المكلف بالتعاون مع العالم العربي في جمهورية جزر القمر قاسم لطفي: إن مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني والسلام الشامل في المنطقة لا يتحقق إلا بالحفاظ على المكانة التاريخية لمدينة القدس، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد على ضرورة توحيد الجهود من أجل مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وبحث سبل تقديم كل وسائل دعم صمود المقدسيين.
وشدد على أن جزر القمر ستواصل دعم الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده على أرضه، حتى يحقق مطالبه المشروعة بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
وكيل وزارة الخارجية العراقية: نقف بقوة مع القضية الفلسطينية ولن نتخلى عن دعمها
قال وكيل وزارة الخارجية العراقية عمر البرزنجي، إن العراق يقف بقوة مع القضية الفلسطينية، ولن يتخلى عن دعمها، حتى يحقق الشعب الفلسطيني تطلعاته بالحرية والاستقلال.
وأضاف: "حضورنا اليوم في جامعة الدولة العربية دليل لا يقبل الشك على وقوفنا جمعيا إلى جانب أشقائنا في فلسطين، ولا يقبل الشك أيضا على أهمية العمل العربي، تحت مظلة الجامعة العربية البيت الجامع للعرب، من أجل دعم صمود المقدسيين، والشعب الفلسطيني".
وأشار البرزنجي إلى أن العراق ملتزم حتى في أصعب الظروف في دعم الشعب الفلسطيني، وأن دعمه للقضية الفلسطينية نابع من قناعته بعدالتها.
كما طالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل بكافة أشكاله، وحماية أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية بالقدس.
الكويت: ندعم صمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في الدفاع عن القدس
أكد وزير خارجية دولة الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، أهمية المؤتمر لدعم وحماية القدس، من خلال مسارات ثلاثة، سياسي، وقانوني، وتنموي، وتحقيق أهداف العمل العربي المشترك، في دعم القضايا العربية، والتي على سلم أولوياتها القضية الفلسطينية العادلة، وبشكل خاص تعزيز صمود المقدسيين، وحمايتهم من الممارسات الأحادية غير القانونية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات طمس هويتها.
وأضاف الشيخ الصباح، أن دولة الكويت كانت وما زالت وستستمر انطلاقا من إيمانها المطلق بشرعية القضية الفلسطينية، وبحقوق الشعب الفلسطيني، بالتزاماتها الراسخة، في دعم الحق العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم خياراته، وتأييدها لكافة الجهود الهادفة للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وأعرب عن إدانة دولة الكويت لكل الإجراءات الأحادية التي تمارسها قوات الاحتلال، والتي تمثل تهديدا ومساسا بالوضع التاريخي للقدس، والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وخاصة المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى المبارك، في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالب إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف أي خطوات من شأنها تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وأكد دعم الكويت لصمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في الدفاع عن القدس الشرقية، كعاصمة للدولة الفلسطينية، وحماية هويتها العربية والإسلامية والمسيحية، مثمناً دور المملكة الأردنية الهاشمية في إطار وصايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
قطر: نرفض مخططات تهويد القدس وتغيير الأوضاع فيها
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر سلطان بن سعد المريخي، أن المؤتمر الهام من أجل دعم القدس، يأتي ضمن الجهود العربية الرسمية والشعبية نحو إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ومعالجة ما أفرزته من واقع مأساوي على مدينة القدس، التي باتت تئن تحت وطأة الممارسات العنصرية والانتهاكات الجسيمة تجاه المقدسيين، ما استدعى أن تنهض الأمة العربية بمسؤولياتها تجاه ما حل بالمدينة من انتهاكات للحقوق السياسية والقانونية، وتجيير للموارد الاقتصادية والتنموية، لصالح المشروع الصهيوني، وما تبعه من انتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني في المأوى والتعليم والصحة.
وأكد أنه ليس من المستغرب أن تجد القضية الفلسطينية اهتماماً من الدول العربية في أعلى مستوياتها، عندما قرر القادة العرب في القمة العربية الحادية والثلاثين التي انعقدت في الجمهورية الجزائرية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، الدعوة لإقامة هذا المؤتمر.
وأعرب الوزير القطري عن أمله في أن يُكلَّل المؤتمر بالنجاح، عبر إيجاد وسائل وآليات سياسية واقتصادية وتنموية وقانونية، تدعم حماية مدينة القدس وصمود أهلها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، وأن يخرج برؤى سياسية ثاقبة وخطط اقتصادية وتنموية محكمة، وأطر قانونية نافذة، تجاه ما يجري بشأن القدس من انتهاكات جسيمة وتعديات سافرة على المقدسيين.
وأكد ثقته، أن مخرجات هذا المؤتمر ستتوج بقرارات نافذة، وتوجيهات صارمة، وخطط ناجحة، من قادة الأمة العربية.
وجدد التأكيد على موقف قطر الثابت من القضية الفلسطينية، والذي ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، ضمن إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقائمة على الرفض التام لأي إجراءات تفرض واقعاً غير قانوني على الأرض في القدس، لأن من شأن هذه الإجراءات تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.
وأكد المريخي رفض مخططات تهويد القدس وتغيير الأوضاع فيها أو نقل أي سفارة إلى هناك، كما ترفض الاستيطان الإسرائيلي بكل أشكاله وصوره، كما تعتبر أن تعزيز صمود أهل القدس أولوية من أجل الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وهذا يتطلب استثمارات واسعة من القطاع الخاص الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي في المدينة، لإيجاد فرص العمل وتعزيز الاقتصاد فيها، خاصة في قطاعات الإسكان، والسياحة، والتعليم، والصحة، والثقافة، والمرأة، والشباب.
وتطرق وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر، إلى ما يواجهه المقدسيون من القوانين والإجراءات العنصرية من جانب حكومة الاحتلال، التي تسعى إلى إجبارهم على ترك المدينة، بهدف إفراغها من مكونها الفلسطيني، وهذا يستدعي تحركاً عربياً عاجلاً وعلى المستويين: الحكومي والشعبي، لدعم صمود المقدسيين قانونياً وسياسياً واقتصادياً في مواجهة مشاريع التهويد، والطرد، والاستيطان، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، والتضييق عليهم وعلى معيشتهم.
ونوه إلى ضرورة عدم إفراغ قضية الأسرى في فلسطين بصفة عامة، وفي مدينة القدس بصفة خاصة، معلناً إدانة قطر للانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، وكذلك السياسات الإسرائيلية الأخرى غير القانونية، كسياسة الحبس المنزلي خاصة للأطفال، وسياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وتعتبرها سياسيات استفزازية غير قانونية.
ووجه المريخي، تحية خاصة إلى صمود الشعب الفلسطيني في أرجاء فلسطين المحتلة بصفة عامة، وأبناء القدس بصفة خاصة، في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية دفاعاً عن قضيتهم العادلة، وسعيهم المشروع نحو إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد على أن قطر لن تألو جهداً في تقديم ما تستطيع من أجل التخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، وحتى يسترد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، متمنياً أن ترتقي مخرجات المؤتمر إلى مستوى نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته.
وزير الخارجة اللبناني: إسرائيل تسعى لتقويض الوجود الفلسطيني في القدس
قال وزير الخارجة والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب، إن عقد المؤتمر يتزامن مع تطور جديد وخطير في سياسة الاحتلال ضد أهل القدس، إضافة لتواصل التصعيد ضد الشعب الفلسطيني بقيادة وتحريض وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال المتطرفة، مشيراً الى أن هذه التطورات خير دليل على طبيعة السياسة العدوانية المستمرة تجاه الشعب الفلسطيني الذي يكافح بشكل يومي للدفاع عن أرضه وحقه، وفي طليعتها مقدساته الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأكد أن القدس عاصمة تحتضن الديانات السماوية ونموذج للتعددية والتعدد، وأن إسرائيل تسعى جاهدة لتغيير طبيعة مجتمعها وتنوعه من خلال تهويدها وتقويض الوجود الفلسطيني فيها، إلى جانب تشويه النمط العمراني التاريخي للقدس القديمة وسحب الهويات من السكان العرب في القدس، واستهداف مناهج التعليم العربية ضمن خطة للتأثير على الأجيال الفلسطينية الصاعدة ودفعها إلى الهجرة وترك القدس.
وأوضح بو حبيب أن المسألة الأهم فيما يتعلق بحماية القدس والحفاظ عليها تكمن في مضاعفة الجهود من أجل ضمان بقاء أهلها فيها وتشجيعهم على عدم مغادرتها رغم كل الضغوطات والتحديات، مشدداً على وجوب دعم الفلسطينيين على كافة المستويات ودعم المشاريع التنموية والحيوية والاجتماعية فيها، من المدارس والجامعات والأندية إلى جانب الاستثمارات التي تخلق فرص العمل لأهلها.
وأكد أهمية التمسك بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وأن تعزيز هذه الوصاية واحترامها من شأنه تعزيز ثقة الشباب الفلسطيني بقدرته على حماية مقدساته وأرضه، منوهاً إلى ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومساعدته على مواجهة العدوان الإسرائيلي والاستيطان الاستعماري، إلى جانب قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وتنفيذ جميع قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية.