تنظر الوزارة بخطورة بالغة للعدوان الهمجي واسع النطاق، الجماعي والمنظم، الذي ارتكبته ميليشيا المستوطنين وعناصرهم الإرهابية بمشاركة وإسناد جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل وممتلكاتهم ومنازلهم ومركباتهم ومؤسساتهم في منطقة جنوب نابلس خاصة في حوارة وبورين وعصيرة القبلية وغيرها، لا سيما وأن هذا الهجوم غير المسبوق كشف ما حذرت من وزارة الخارجية والمغتربين باستمرار بشأن المخططات الاستعمارية التوسعية التي تستهدف منطقة جنوب نابلس بهدف إنشاء تجمع استيطاني ضخم في تلك المنطقة، وبناء المزيد من قواعد الإرهاب الاستيطاني التي تتركز فيها ميليشيا ما تسمى (شبيبة التلال وتدفيع الثمن)، وعكس هذا العدوان أيضاً العقلية الاستعمارية العنصرية التي تسيطر على العصابات الاستيطانية المسلحة وتحريكها تجاه كل ما هو فلسطيني وعدم ترددها في ارتكاب جميع أشكال الجرائم التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فمشاهد حرق المنازل والمركبات يعيد إلى أذهاننا جرائم إحراق المستوطنين لعائلة دوابشة ومحمد أبو خضير والمسجد الأقصى ومجزرة الحرم الابراهيمي وغيرها من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية قبل النكبة وبعدها، في ارهاب دولة منظم لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه في أرض وطنه.
إن جرائم الاحتلال وميليشيا مستوطنيه المسلحة في حوارة بأبعادها كافة وما يتعرض له شعبنا الأعزل من ظلم واضطهاد وسرقة لأرض وطنه وانكاراً لحقوقه ستكون حاضرة في كلمة دولة فلسطين التي سيلقيها وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي صباح هذا اليوم في افتتاح الدورة ٥٢ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، لمطالبة المجتمع الدولي بأهمية وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال ووضع حد لافلات المجرمين من العقاب، هذا في إطار حراك سياسي ودبلوماسي واسع مع الدول والمجتمع الدولي لوضع ميليشيا المستوطنين الإرهابية على قوائم الإرهاب لدى الدول وملاحقتهم ومحاسبتهم.