تواصل الحكومة الاسرائيلية ترجمة عقليتها الإستعمارية العنصرية القائمة على منطق القوة وعنجهيتها في استعراض دموي للقوة العسكرية في مواجهة المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل في جنين ومخيمها، مُرتكبة المزيد من جرائم القتل والتخريب والتدمير للبنى التحتية، بما فيها الصحية والطبية والمنازل والمساجد وغيرها، وسط تفاخر اكثر من مسؤول اسرائيلي رسمي سياسي وعسكري باستخدام القوة المفرطة بما فيها الطائرات الحربية وأنواع مختلفة من الاسلحة والعتاد، متوهمة بقدرتها على كسر إرادة الصمود والمواجهة لدى شعب أعزل يتوق للحرية والاستقلال من الاحتلال الاسرائيلي، ومحاولات اسرائيلية بائسة لتضليل الرأي العام العالمي من خلال ربط مزعوم بين ما يحدث في مخيم جنين وقوى اقليمية، بهدف التغطية على جرائمها ضد شعبنا وإخفاء أطماعها الاستعمارية في الضفة الغربية المحتلة، بما يرافق هذا العدوان من تعطيل الحياة اليومية للمواطنين وبث الخوف والرعب في نفوسهم، في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مُكتملة الاركان حسب القانون الدولي.
إن ما تقوم به حكومة نتنياهو من جرائم يصب في مخطط اسرائيلي مُعد مسبقا لتفجير ساحة الصراع وإدخالها في دوامة عنف وفوضى لا تنتهي يصعب السيطرة عليها كبديل عن الاتفاقيات الموقعة، ولتخريب اية جهود إقليمية ودولية لتحقيق التهدئة، كما انه يندرج في اطار عمليات تكريس الاحتلال والضم التدريجي الصامت للضفة الغربية ومحاولة فرض صيغة من التعايش مع وجود الاحتلال، واحدى النتائج المباشرة لهذه السياسة الاستعمارية الدموية ضرب مصداقية شريك السلام الفلسطيني على عكس ما تدعيه الحكومة الاسرائيلية.