في محاولة بائسة لتبرير قتل المدنيين الفلسطينيين وشرعنته ادعى جيش الاحتلال وأكثر من مسؤول اسرائيلي بأن قصف مخيم جباليا بالأمس بست قنابل ضخمة تزن كل واحدة منها طنا جاءت على خلفية استهداف أحد القادة الميدانيين، هذا القصف الوحشي الذي دمر منطقة سكنية كاملة وسواها بالأرض فوق رؤوس المواطنين وخلفت أكثر من ٤٠٠ شهيد والعشرات تحت الأنقاض، بالإضافة لعشرات الجرحى والمصابين، والحقيقة أن ما ارتكبته دولة الاحتلال في هذه المجزرة البشعة هو امتداد لسياسة اسرائيلية تعني أن الشعب برمته لا يعني شيئا في القرار العسكري الإسرائيلي، وأن مجلس الحرب الإسرائيلي يعتبر جميع المواطنين الفلسطينيين مستهدفين، لدرجة أن القناة ١٤ الإسرائيلية المقربة من اليمين والمستوطنين تواصل تسجيل اعداد الشهداء الفلسطينيين جميعها باعتبارهم مخربين، ونذكر العالم بتصريح رئيس دولة الاحتلال هرتسوغ الذي جاء فيه ( لا يوجد هناك ابرياء مدنيين في غزة)، ذلك ضمن حملة لتبرير قتل المدنيين الفلسطينيين شارك فيها عديد المسؤوليين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين بمن فيهم نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وليبرمان وشاكيد وبنيت وغيرهم الذين توعدوا بتدمير قطاع غزة وإعادته الاف السنين للوراء، والذين هاجموا الوجود الفلسطيني في قطاع غزة واعتبروه خطأ تاريخياً وطالبهوهم بالرحيل وغيرها من الشعارات والمواقف التي تجد صداها في هذا القصف الهمجي المدمر الذي يعمق يومياً الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
رغم كل هذه المواقف المعلنة التي تؤكد على أن الجانب الإسرائيلي يستهدف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل متعمد تخرج علينا بعض الأبواق لتدافع عن الة القتل والدمار الإسرائيلية علما بأن إسرائيل تعترف كما هو الحال في مجزرة جباليا بارتكابها تحت حجج وذرائع واهية، في دفاع اعمى عن إسرائيل لحمايتها من اية ملاحقة قانونية لاحقاً.
يتضح من تصريحات ومواقف المسؤوليين الإسرائيليين بأنه لا يوجد مانع لدى مجلس الحرب الإسرائيلي مقابل قتل اي مسؤول أن يرتكب مجزرة كبرى ويقتل معه مئات أو آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال وتدمير احياء كاملة فوق رؤوس سكانها كما حدث في جباليا.
وهنا تسأل الوزارة المحكمة الدولية، خبراء القانون الدولي ، قيادات العالم، أصحاب الضمائر الحية: هل هذه جريمة حرب ام لا؟ وإن كانت كذلك لماذا لا يتم إدانة إسرائيل واتهامها بارتكاب مثل تلك الجرائم والتنديد بذلك والتلويح بعقوبات عليها؟