التواصل- قال المندوب الدائم للجمهورية الإسلامية الموريتانية في الأمم المتحدة، رئيس المجموعة الإسلامية في نيويورك، سيدي ولد محمد لغظف، إن سفراء دول منظمة التعاون الإسلامي اجتمعوا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في الوضع الصعب الذي يمر به.
وشدد، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بحضور عدد من سفراء المنظمة، على ضرورة تنفيذ قرار الجمعية العامة الأخير الذي تم التصويت لصالحه في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والداعي إلى وقف إطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة ووقف مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع، وفق (وفا).
وقال: بعد فشل مجلس الأمن في تبني قرار بوقف إطلاق النار، قدمنا مشروع قرار للجمعية العامة، وتم اعتماده بعد أن صوتت 120 دولة لصالحه، بما يشكل دليلاً على أن المجموعة الدولية عبرت عن دعمها لهذا التوجه.
وأكد لغظف أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل ارتقاء نحو 9200 شهيد من بينهم 70% من النساء والأطفال، بما يحتم أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها في وقف العدوان.
وأشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي قامت بالعديد من الخطوات لوقف جرائم الحرب وحرب الإبادة التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، من بينها الاجتماع برئيس مجلس الأمن، وترتيب لقاء خلال أيام مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بدوره، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن ممثلي دول منظمة التعاون الإسلامي المكونة من 57 عضوا، اجتمعوا بالأمس في الأمم المتحدة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب.
وأشار منصور إلى أن الاجتماع شهد مطالبة بتنفيذ قرار الجمعية العامة، الذي اتخذ في الدورة العاشرة الطارئة، والداعي إلى وقف العدوان على غزة بشكل فوري لإنقاذ حياة الأطفال والأبرياء والمدنيين، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة وبحد أدنى يصل إلى 100 شاحنة يوميا، والتصدي لجريمة الحرب والجريمة ضد الإنسانية بالتهجير القسري، حيث أن هناك مليون ونصف المليون من النازحين داخل غزة.
وأكد وجود إجماع على رفض سياسة حكومة الاحتلال الرامية إلى تهجير المواطنين من قطاع غزة، وعدم السماح بحدوث نكبة ثانية.
وأكد منصور أن مطالبة بعض الأطراف بإعلان هدن إنسانية وليس التوقف عن إطلاق النار، يعني العودة لاستهداف المدنيين وتوجيه الضربات لهم بعد إعطائهم فرصة للحصول على مساعدات.
وأعرب عن استهجانه لعدم تطبيق القرار الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، من قبل مجلس الأمن الدولي والجهات المعنية، وعدم التعامل مع هذا العدوان كما يتم معالجة الموضوع الأوكراني، وتغييب التوازن وعدم تحمل المسؤولية في تطبيق ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو للأمن والسلام في كل العالم.
وأكد أن استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد قرارات وقف الحرب، يعني السماح لــ(إسرائيل) بالمضي قدما في ارتكاب جرائمها، ويعني أن مجلس الأمن الدولي مشلول ولا يستطيع التصرف بشكل جماعي ولا القيام بمسؤولياته.
وشدد على الحاجة إلى الضغط من أجل عدم السماح لمن يعطي الضوء الأخضر لــ(إسرائيل) لكي تستمر في قتل آلاف الفلسطينيين من الأطفال والنساء وارتكاب العقوبات الجماعية والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في الكهرباء والوقود والماء والغذاء والدواء.
وأشار منصور إلى أن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني توجه مؤخرا إلى قطاع غزة، والتقى ببعض الأطفال هناك، وقالوا له لا نريد الخبز ونريد الماء الآن، أي أن العنصر الأساسي من أجل البقاء على قيد الحياة غير متوفر، وعلى المجتمع الدولي أن يستمع لهذه الصرخة التي نقلها لازاريني بعد توجهه إلى القطاع.
وتابع: "المأساة كبيرة في قطاع غزة ويجب أن توقظ البعض من سباتهم وأن يعملوا من أجل الضغط لوقف هذه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل، وكما استمعنا من الكثير من المختصين في القانون الإنساني بأن ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة هو إبادة جماعية".
ورحب مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور بالقرارات التي اتخذتها عدة دول بحق (إسرائيل)، كالأردن والبحرين وعُمان ودول في أمريكا اللاتينية، داعيا إلى ممارسة المزيد من الضغوط لوقف الجريمة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال: "بعض الدول الإسلامية اقترحت وقف إمدادات الغاز والبترول التي تصل (إسرائيل)، وهنا نتساءل لماذا لا تبعثون بالبترول إلى قطاع غزة لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات؟".
وتوقّع السفير منصور أن تتخذ بعض الدول إجراءات وخطوات عملية، إذا لم تتوقف الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسرعة.
وتطرق كذلك إلى قضية استشهاد مراسل تلفزيون فلسطين في قطاع غزة محمد أبو حطب، الذي قتل في غارة لجيش الاحتلال بعد أن أنهى تغطية صحفية وعاد إلى بيته في خانيونس.
وقال: "عليكم أن تتذكروا هذا الشهيد الصحفي الذي قتلته قوات الاحتلال فور عودته إلى منزله إلى جانب عدد من أفراد أسرته، والصحفيون يواجهون عملية القتل التي تقوم بها حكومة (إسرائيل) بالطريقة ذاتها التي تقتل فيها الأطفال والنساء".
من جهته، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر محمد السني، الذي تسلمت بلاده مطلع الشهر الجاري رئاسة المجموعة العربية في المنظمة الدولية، إن التصويت الواسع الذي حصل الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعبّر بشكل واضح عن رغبة دولية بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وعدم السماح بترحيل أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وأضاف: "إذا كان هناك من سؤال يجب أن يكون حول صمت بعض البلدان وازدواجية المعايير حيال الفظائع التي ترتكب في قطاع غزة، والتي قامت من خلالها (إسرائيل) بقتل أكثر من 9000 فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء، فلماذا وقف العالم بأسره عندما كان الأمر يتعلق بأوكرانيا؟".
وأكد السني ضرورة إنقاذ حياة الفلسطينيين ومنع استهداف مخيمات اللاجئين والمستشفيات في قطاع غزة تحت شعار "الدفاع عن النفس"، بما يؤدي إلى حرمان 2 مليون فلسطيني من الماء والغذاء والوقود في شكل من أشكال جرائم الحرب.
وشدد على أن "عملية تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته أمر غير مقبول، فكلنا بشر وحياتنا مهمة"، متساءلا عن دور الناشطين في مجال حقوق الإنسان مما يحدث بحق النساء والأطفال في غزة.
وتابع: "سمعنا بعض الرسائل عن ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية، ولكن في المقام الأول يحب أن توقف عمليات القتل ووقف إطلاق النار ومنع قتل المزيد من الأشخاص".
وأكد أن الرواية التي يريد البعض الترويج لها بأن الأزمة بدأت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ خاطئة، فالصراع يمتد لنحو 75 عاما عندما بدأ الاحتلال، وبالتالي يتوجب وضع الأمور في سياقها ومعالجة المشكلة من جذورها، وإلا سيبقى الوضع كما هو عليه وسيفقد العديد من الناس حياتهم.
وأشار مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إلى أن المجموعتين الإسلامية والعربية ستبقيان في حالة اجتماع على المستويات كافة، ومن ضمنها الأمانة العامة للأمم المتحدة والمؤسسات ذات الصلة، من أجل التركيز على القضايا الثلاث التي تبناها قرار الجمعية العامة الأخير، وفي مقدمتها وقف إطلاق النار.
من جانبه، أكد مندوب مصر في الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق، أن بلاده لن تتوانى عن استدعاء سفيرها من تل أبيب إذا ما شعرت أن هنالك سببا كافيا للقيام بذلك.
وقال: "نحن نحترم قرارات الدول التي قامت باستدعاء سفرائها، وبالنسبة لمصر فإن هناك سببا لعدم القيام بخطوة مماثلة لأننا على اتصال دائم ونحاول التوسط من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وبالتالي نحن بحاجة إلى هذا النوع من التواصل على المستويات العليا، وإذا شعرت مصر أن هنالك سببا كافيا لاستدعاء سفيرها من تل أبيب فستقوم بذلك".
وأكد السفير عبد الخالق، أن مصر استدعت سفيرها في تل أبيب في مرات سابقة، ولكن من المهم أن تستمر في القيام بمسؤولياتها والتنسيق مع مسؤولي الأمم المتحدة والولايات المتحدة و(إسرائيل) والجهات المختصة في غزة، من أجل استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وخروج الجرحى إلى مصر وحملة جوازات السفر الأجنبية.