وكالة تواصل - قال السفير الفلسطيني في موريتانيا د. محمد قاسم الأسعد إن الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى السادسة والسبعين للنكبة في كل الداخل الفلسطيني وفي كل مكان من العالم والشتات وأعينهم على فلسطين الحرة المستقلة وقد حول رموز نضاله من قادة وشهداء وأسرى قضيته من قضية لاجئين إلى قضية تحرر عالمي على رأس أولويات زعماء وقادة العالم,
وحيى سعادة السفير محمد قاسم الأسعد، خلال إحياء ذكرى النكبة في عامها الــ 76، والتي نظمتها السفارة الفلسطينية مساء الجمعة قاعة الأمباسادور في نواكشوط تحت شعار "رغم التهجير عائدون رغم الإبادة باقون"، "الشعب الفلسطيني العظيم من أسرى وجرحى، صغارا وكبارا، رحالا ونساء، في غزة الصامدة الثابتة الجريحة وفي رام الله ونابلس والخليل والقدس العاصمة الأبدية لفلسطين أرض أجدادنا، وفي الشتات وفي كل بيت".
وأضاف أن "النكبة التي حلت بشعبنا منذ 76 عاما وما حملته من آلام ودموع وفقدان للوطن ومخططات ومشاريع أرادت تحويل الفلسطينيين إلى حالة إنسانية بحاجة إلى المساعدة لاجئين بلا وطن ولا هوية لهم. بفخر واعتزاز وثقة في النفس نقول اليوم إننا أثبتنا وسوف نثبت إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا دولة مستقلة سيدة على أرضها بعاصمتها القدس الشريف زهرة المدائن مدينة الأنبياء والرسل حاضنة الأقصى".
وأردف سعادة السفير قائلا: نستحضر اليوم ولن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار ونحيي مفجر ثورتنا الأخ الشهيد ياسر غرفات وإخوانه ورفاقه قادة ومناضلين ونحيي أسرانا البواسل وجرحانا، إذ لولا تضحياتهم لما استطعنا أن نغير المصير الذي كان مخططا لنا وجوهره "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أو "كبار يموتون وصغارهم ينسون"
وأضاف السفير محمد قاسم الأسعد: إن فلسطين اليوم على رأس جدول اهتمام العالم وقادته ليس كقضية لاجئين ولكن كقضية تحرر وطني واستقلال لشعب عظيم وعنيد برهنت عليه تضحيات وصمود شعبنا في قطاع غزة البطل وفي القدس والضفة، وبرهنت عليه نتائج التصويت على قرار منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012 إذ صوتت لصالحه 138 دولة مؤيدة، وبرهنت عليه نتائج التصويت على مشروع قرار أحقية فلسطين كدولة عضو دائم في الأمم المتحدة في هذا العام إذ صوتت لصالحه 143 دولة مؤيدة، كما برهنت عليه خطوة دولة جنوب إفريقيا بالتوجه لمحكمة العدل الدولية وفي هذا السياق أوجه التحية لجنوب إفريقيا ولكل الدول التي التحقت بها، وبرهنت عليه الثورة العالمية للطلاب التي تقف مع الحق الفلسطيني.
وأضاف: إن ما أنجزناه على أهمية عبر مسيرتنا النضالية الطويلة التي بدأت منذ انطلاقة مقاومتنا للاحتلال ونحن على قناعة تامة بأن المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الشهداء وتجارة بدماء الجرحى ومعاناة المدنيين ، لأن المقاومة لا بد أن تخضع لحساب الأرباح والخسائر وهي مسؤولة أمام الشعوب تحاسبها بقدر ما تحققه من مكاسب لقضاياها أو ما تؤدي إليه من ضحايا وآلام ودمار.
لقد كانت انطلاقتنا ثمرة استيراتيجية سياسية وفقت ما بين العدل والممكن والمتاح والانضواء تحت الشرعية الدولية وقراراتها وآلياتها دون الانجرار إلى مربعات اليأس والاستسلام،نقول نعم أو نقول لا حسب ما تقتضيه مصلحتنا الوطنية العليا، كان هذا وما زال نهجنا حتى تحقيق حلمنا في العيش في دولتنا الحرة المستقلة دولة كل فلسطيني وفلسطينية
وحيى السفير الفلسطيني الحضور الرسمي والنخبوي الموريتاني ومن خلاله كافة الشعب الموريتاني وقيادته الحكيمة وعلى رأسها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الدعم المستمر والدائم للقضية الفلسطينية التي كان ولا يزال يعتبرها قضيته الأولى على الصعيد الديني والإنساني والأخلاقي والقومي، كما أشكره على حمل هم هذه القضية على كاهله في جميع المحافل الدولية وخاصة على مستوى القارة الإفريقية التي يتولى سيادتها رئاستها حاليا.
كما خص السفير الفلسطيني الشعب الموريتاني بالتحية وقال إنه لم يهدأ ولم يستكين يوما واحدا منذ 7 أكتوبر الماضي في كل مكان على أرض هذا الوطن تعبيرا عن حبه وتضامنه وتبنيه للقضية الفلسطينية.
كما شكر السفير الأحزاب السياسية بقياداتها وقواعدها، وقدم شكره للدعم المادي والمعنوي الذي ما فتئ الشعب الموريتاني يقدمه لفلسطين كل فلسطين.
وذكّر السفير محمد قاسم الأسعد بنكبة 1948 وما شهدته من مئات المجازر وتدمير مئات القرى على رؤوس سكانها الآمنين. مشددا على أن هذه النكبة أسفرت عن تهجير 6 ملايين فلسطيني يعيشون قي مخيمات اللجوء في فلسطين وفي الشتات وما زالوا هائمين على وجوههم في كل بقاع العالم بعد أن كانوا يعيشون حياة مستقرة هادئة. مشددا على أن الفلسطينيين عاشوا في أرضهم منذ أزيد من 10 آلاف سنة وما زالوا متمسكين بها حتى اليوم، حيث عمر الإنسان الفلسطيني أرضه ووطنه وقدم إسهامات إنسانية وحضارية يشهد لها العالم كإنشاء المعاهد والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الثقافية والمسارح ودور النشر والصحف ومؤسسات اقتصادية وبنوك ذات تأثير إقليمي ودولي واسع، كل ذلك قبل وبعد صدور وعد بلفور 1917 وهو الوعد المشؤوم الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش نكبة تلو أخرى، فالنكبة التي حدثت عام 47 – 1948 وتسببت في تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني من أصل أزيد من مليون ونصف المليون فلسطيني إما داخل فلسطين أو في دول الجوار ومنها الأردن ولبنان وسوريا ومصر
وقال السفير الفلسطيني إنه منذ النكبة عام 1948 وحتى السابع من أكتوبر 2023 قتل الكيان الصهيوني أكثر من 100 ألف شهيد واحتجزت بشكل غير قانوني وتعسفي أزيد من مليون فلسطيني.
وأضاف أنه منذ النكبة الأولى والقتل والتشريد والتطهير العرقي متواصل بحق شعبنا على مدار 76 عاما من الاحتلال حيث تتجدد النكبة وسياسة التطهير بحق شعبنا في أبشع جريمة إبادة جماعية لم ير العالم لها مثيلا، حيث نعيش اليوم 224 يوما من العدوان الهمجي الذي لم يشبع فيها هذا العدو المجرم من دماء أطفلنا ونساء وشيوخ غزة ولم يكتفي بالدمار الشامل للبنية التحتية والأحياء السكنية والمرافق الصحية والتعليمية التي سويت بالأرض.
تتواصل هذه الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 38 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف جريح، و10 آلاف مفقود في ظل تواطؤ وصمت دولي.
وأضاف السفير الفلسطيني: إن حرب الإبادة التي تنفذها آلة حرب الاحتلال هي ليست دفاعا عن النفس، وهنا لا بد من التذكير بأنه لا يحق للمحتل الذي يرتكب جريمة العدوان واحتلال أرض الغير ادعاء حق الدفاع عن النفس ولاشيء يمكن أن يبرر قتل المدنيين الأبرياء والأطفال واستهداف المستشفيات والمدارس وملاجئ الأمم المتحدة ومبانيها، ولا استخدام التجويع كسلاح في الحرب وقطع المياه والموارد الطبية عن المدنيين الأبرياء.
إن هذه الحرب هي امتداد للعدوان الذي يشنه الاحتلال البغيض على شعبنا لاستدامة استعماره واحتلاله لأرض دولة فلسطين بما فيها القدس العاصمة الأبدية، فالسلام والأمن لا يمكن أن يتحقق بتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم أو شيطنتهم ولا بمحو غزة أو تحويلها إلى جهنم أو تقليص مساحتها وترك 2 مليون فلسطيني يواجهون الجوع والحرمان محاصرين دون السماح بإرسال الحد الأدنى من احتياجاتهم الإنسانية،
إن فلسطين كانت ولا زالت الاختبار الحقيقي لنجاعة وديمومة المنظومة الدولية.
وقال سفير دولة فلسطين: إن الذكرى السادسة والسبعين للنكبة التي تحل هذا العام في ظل ما يقترفه كيان الاحتلال في غزة وسعيه لتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في القطاع تستوجب تحركا دوليا لتطويق وحصار كيان الاحتلال ومجرميه من مسؤولين سياسيين وعسكريين ومستوطنين إرهابيين وانتهاكاتهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته قتلا وتدميرا وتهجيرا وتجويعا مما يفرض على الدول والمنظمات الدولية عدم تقديم المساعدة التي تسهم في الحفاظ على واقع الاحتلال، كما يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عملية لمحاسبة "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال عبر الآليات المتاحة وطنيا ودوليا وقد حان الوقت لوضع حد لسياسات حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية التي تهدد بحدوث نكبة أخرى ضد الشعب الفلسطيني.
وحضر فعاليات الندوة وزير الخارجية وكالة، وزير العدل محمد محمود ولد بيه، محاطا بموظفين سامين في وزارة الخارجية والتعاون، فضلا عن وزعيم مؤسسة المعارضة ورئيس حزب الإنصاف ورؤساء وممثلو عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الصحفية ومنظمات المجتمع المدني وكوكبة من النخبة السياسية والثقافية في البلد إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والدولي المقيم في موريتانيا والجالية العربية والفلسطينية في نواكشوط.