أعلنت شركة التعدين الأسترالية "أورا إنرجي" في 3 يونيو عن إطلاق عملية تمويل لتطوير مشروع "تيريس"، الذي سيصبح أول منجم لليورانيوم في موريتانيا. وتمثل هذه المبادرة تقدماً كبيراً في استغلال الموارد الطبيعية للبلاد، وتعزز إمكانياتها كمنتج لليورانيوم.
وحسب دراسة أجرتها "أورا إنرجي"، يمكن لمشروع "تيرس" إنتاج ما يصل إلى 30 مليون رطل من اليورانيوم على مدى 16 عامًا.
ولتنفيذ هذا المشروع، تعاقدت "أورا إنرجي" مع شركتي "أوريمكو" و"ماكواري كابيتال" لرفع الأموال من خلال الديون وتحديد المستثمرين الاستراتيجيين المحتملين.
وحسب مصادر متطابقة يحتاج الاستثمار الأولي لتطوير "تيريس" إلى 230 مليون دولار. وسيغطي هذا التمويل تكاليف التطوير والبنية التحتية وكذلك بدء الإنتاج، مع هدف إنتاج إجمالي يبلغ 30.1 مليون رطل من اليورانيوم على مدى 17 عامًا.
وفي بيان صادر عن "أورا إنرجي"، جاء فيه: "تعيين أوريمكو كمستشار للديون ودراسة ماكواري لخيارات الاستثمار الاستراتيجي هي خطوات حاسمة في تقدم مشروع تيريس، بينما نعمل نحو اتخاذ قرار نهائي للاستثمار بحلول نهاية عام 2024".
ويمثل مشروع "تيريس" خطوة مهمة لصناعة التعدين في موريتانيا وللاقتصاد الوطني بشكل عام. ويمكن أن يجذب استغلال هذا المنجم استثمارات أجنبية كبيرة، مما يخلق العديد من الوظائف ويعزز التنمية الاقتصادية المحلية. ويعد اليورانيوم موردًا استراتيجيًا، مما يجعل المشروع أكثر أهمية على المستوى الدولي.
وقد تلعب قدرة موريتانيا على إنتاج اليورانيوم دورًا رئيسيًا في تنويع اقتصادها، الذي يعتمد تقليديًا على استغلال موارد معدنية أخرى مثل الحديد والذهب.
ومن خلال تطوير هذه الصناعة الجديدة، يمكن للبلاد إقامة شراكات دولية قوية والاستفادة من مصادر دخل جديدة.
ويقع مشروع "تيريس" في منطقة صحراوية شمال موريتانيا، ويستفيد من إمكانيات جيولوجية واعدة. ومن المتوقع أن تستخدم المنجم تقنيات حديثة وممارسات تعدين مستدامة للحد من التأثير البيئي.
كما تخطط "أورا إنرجي" للتعاون بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية لضمان توزيع عادل لفوائد التعدين والمساهمة في التنمية المحلية.
اليورانيوم ضروري لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة النظيفة والمستدامة. وبالتالي، يمكن لإنتاج اليورانيوم في موريتانيا أن يلعب دورًا مهمًا في التحول الطاقي العالمي، من خلال توفير مصدر هام للوقود لمحطات الطاقة النووية التي تنتج الكهرباء بانبعاثات كربونية منخفضة للغاية.
ومن خلال متابعة هذا المشروع الطموح، تتبنى "أورا إنرجي" وموريتانيا دورًا مهمًا في صناعة اليورانيوم العالمية. يمكن أن يعزز مشروع "تيرس" من مكانة موريتانيا على الساحة الدولية، مع المساهمة بشكل كبير في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
ويعتمد نجاح هذا المشروع على قدرة "أورا إنرجي" على جمع الأموال اللازمة وتطوير بنية تحتية متقدمة. إذا تم تحقيق هذه الأهداف، يمكن لمنجم "تيرس" أن يصبح نموذجًا للتنمية التعدينية المستدامة ومحركًا للنمو في موريتانيا.