تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات حرب الإبادة والتهجير المتواصلة على شعبنا لليوم ٣٣٢ على التوالي، والتي تخلف المزيد من الشهداء والجرحى وتعمق الكارثة الإنسانية الشاملة في صفوف المدنيين العزل وتفرض عليهم المزيد من النزوح القسري والهجرة بحثاً عن أية منطقة آمنة لا تتوفر لهم في قطاع غزة، كان آخر تلك الجرائم قصف مدرسة صفد التي تؤوي نازحين وخلفت اعداداً كبيرة من الشهداء والمصابين.
ترى الوزارة أن عجز المجتمع الدولي في تحقيق وفرض الوقف الفوري لإطلاق النار يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني الحاكم الفرصة لكسب المزيد من الوقت لإطالة امد الحرب وأمد بقائه في الحكم، ومن أجل ذلك بات واضحاً أن نتنياهو يواصل فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة وقام بتعيين مسؤولين عسكريين لإدارة شؤونه المدنية، ويكرس احتلال القطاع والسيطرة على حدوده بحجج وذرائع واهية، ويقوم بتعطيل وتخريب مفاوضات الهدنة، كما أن الحكومة الإسرائيلية تستنجد بدوامة العنف وإشعال الحرائق في ساحة الصراع وتسعى لتوسيع دوائرها لتشمل الضفة الغربية المحتلة والاقليم لتحقيق ذات الاهداف، فنتنياهو يتفاوض من أجل المفاوضات كعادته وحوّل الجهد الإقليمي والدولي المبذول من أجل التواصل لاتفاق وقف إطلاق النار الى أزمة، يشرف على إدارتها وتعميقها دون حلها.
تؤكد الوزارة أن الشروط التي يروج لها نتنياهو لليوم التالي للحرب ورفضه لعودة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية تندرج في إطار سياسته القائمة على استمرار الفصل بين الضفة والقطاع لضرب فرصة تجسيد دولة الشعب الفلسطيني.
تحذر الوزارة من مخاطر تعايش المجتمع الدولي مع هذه السياسة الاستعمارية التوسعية وتطالب بفضحها واتخاذ ما يلزم من إجراءاتها العملية لرفضها ولتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار كمناخ أكثر إيجابية لاستمرار المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة والتبادل، بما يحمي شعبنا من ويلات حرب الإبادة والتهجير المتصاعدة ويؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وارض دولة فلسطين، باعتبار ذلك المدخل الصحيح لتحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة ودولها وشعوبها.