رام الله 03-09-2024 – ترأست وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين د.فارسين اغابيكيان شاهين الجلسة الطارئة التي عقدت في مقر وزارة الخارجية والمغتربين صباح اليوم الثلاثاء، لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين لاطلاعهم على حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد شعبنا عامة وفي قطاع غزة ومحافظات شمال الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها بشكل خاص، وما لحق بالمواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم والدمار الهائل للبنى التحتية، بحضور رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، وعطوفة محافظ محافظة جنين السيد كمال ابو الرب، ورؤساء واعضاء اللجان الشعبية لمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، فيما تعذر حضور عطوفة محافظ محافظة طولكرم السيد مصطفى طقاطقة بسبب تطورات الاوضاع في المحافظة جراء عدوان الاحتلال.
وفي كلمتها، أكدت د.شاهين أنّ فلسطين تمر بأحد أصعب مراحل تاريخها، حيث تواجه حرب إبادة مستمرة في قطاع غزة وعدواناً متصاعداً في شمال الضفة الغربية، مما يشكل تهديدًا وجوديًا للشعب الفلسطيني، وأن العنف والتشريد الذي يواجهه الفلسطينيون مستمر منذ عقود، كجزء من الأيديولوجية الاستعمارية الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الأراضي وتفريغها من سكانها الأصليين.
كما طالبت الوزيرة شاهين المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفعّال لوقف حرب الإبادة والتهجير والاعتداءات على المدن والقرى الفلسطينية، وتأمين ادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي عوائق. وشددت على أهمية دعم الأونروا، باعتبارها شريان حياة للاجئين الفلسطينيين، وضرورة التزام المجتمع الدولي بالقانون الدولي واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه.
بدوره، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم ممنهجة ضد الفلسطينيين، سواء من خلال جيشها أو عبر ميليشيات المستوطنين، مستنكراً الصمت الدولي أمام هذه الجرائم، ومؤكداً أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار خانق وقيود جغرافية فرضها الاحتلال في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية وغزة.
من جانبه، أشار عطوفة المحافظ كمال أبو الرب إلى أنّ محافظة جنين تتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي يستهدف بشكل خاص المدينة ومخيمها، موضحاً أن هذا العدوان ليس مجرد استهداف للأفراد، بل هو محاولة متعمدة لزرع الرعب واليأس في نفوس المواطنين لدفعهم إلى الرحيل، وأن العدوان قد أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير كامل للمنازل والبنية التحتية في المخيم والمدينة وبعض البلدات والقرى المجاورة. وقدرت الخسائر بنحو 140 مليون دولار، ما أدى إلى انهيار الاقتصاد المحلي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق. ودعى المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وفي كلمة عطوفة محافظة مدينة طولكرم السيد مصطفى طقاطقة، التي ألقاها نيابة عنه مساعد الوزير للتعاون الدولي السفير عماد الزهيري، أشار إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة بسبب العدوان المستمر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، من تدمير مستمر للبنية التحتية واعتداءات متكررة على السكان، والأضرار الاقتصادية والإنسانية التي لحقت بالمحافظة، وزيادة معدلات البطالة بسبب إغلاق المعابر والحواجز التي تعيق وصول العمال إلى أماكن عملهم.
وأعرب المتحدثون باسم مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم عن قلقهم العميق إزاء الوضع المتدهور الذي تعانيه هذه المخيمات نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم السيد صالح طلوزي أن المخيم يواجه ظروفًا صعبة واستثنائية جراس تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية والبيوت خلال الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة.
من جهته، أشار رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس السيد نهاد الشاويش إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمخيم نتيجة الاقتحاماا العسكرية الإسرائيلية، لافتًا إلى تدمير مئات الوحدات السكنية والمحال التجارية، ما أسفر عن تفاقم الأزمة الإنسانية داخل المخيم، ومشدداً على أهمية توفير الدعم العاجل لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين السيد محمد الصباغ أنّ سكان المخيم يعيشون يومياً ظروفاً صعبة بسبب الحصار والاقتحامات المتكررة، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تهدف إلى خلق بيئة طاردة تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم، داعياً المجتمع إلى حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا المتحدثون السفراء والدبلوماسيين لزيارة المخيمات والاطلاع على الوضع الإنساني الصعب، مؤكدين على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لحماية السكان المدنيين ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي كلمته خلال الجلسة، أكد مساعد وزير الخارجية والمغتربين السفير د.عمر عوض الله أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن استهدافها المتعمد لمخيمات اللاجئين تهدف إلى محو أدلة جرائمها، بما في ذلك النكبة، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الجرائم، كما شدد على أن الدعوات للتهدئة والإدانة ليست كافية، بل يجب فرض عقوبات على إسرائيل ووقف جميع أشكال الدعم لها لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
وعُرض خلال الجلسة التي حضرها اكثر من 40 سفيراً وممثلا عن مختلف الدول والمنظمات الدولية، فيديو يوثق حجم الجرائم والدمار الذي احدثته الة الحرب الاسرائيلية بالمواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، كما تم توزيع ورقة حقائق وإحصائيات تبرز ذلك، كما عقد مؤتمر صحفي للوزيرين شاهين وشعبان وعطوفة المحافظ أبو الرب للوقوف على أبرز ما جاء في الجلسة.