نواكشوط – نقلاً عن الحرية نت: نظمت نقابة المحامين الموريتانيين وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تزامنا مع سنة على حرب الابادة الجماعية التي حولت مسار القضية الفلسطينية بعد أن حيكت العديد من المؤامرات للقضاء عليها.
الوقفة التي نظمت في باحة قصر العدل بنواكشوط الغربية شهدت حضور عشرات المحامين، حيث القى النقيب بونا ولد الحسن كلمة عبر فيها عن تضامن النقابة والشعب الموريتاني مع القضية الفلسطينية، مبرزا الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي والتي تجعل منه خارجا على القانون الدولي ويجب تقديمه إلى العدالة نظرا للمذابح التي ارتكبها في حق الأطفال والنساء والشيوخ.
بدوره السفير الفلسطيني محمد الأسعد الذي شارك المحامين الموريتانيين هو وبعثة من السفارة، عبر عن شكره للمحامين والشعب الموريتاني، لمواقفهم الثابتة إتجاه القضية الفلسطينية وأضاف:
“نلتقي اليوم في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة ، حيث يواجه شعبنا الفلسطيني الاعزل عدواناً غاشماً و وحشياً من قبل آلة الحرب الاسرائيلية التي تنتهك المحرمات ، والقانون الدولي الانساني ، باستهدافها آلاف المدنيين غالبيتهم من الاطفال والنساء والمنشآت دون تمييز ، وخاصة المشافي ، المدارس ومراكز الإيواء للمدنيين الناجيين من ويلات الحرب وقصف بيوتهم.
إننا ندعو لان يتحمل مجلس الامن مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني ، أليست مسؤوليات مجلس الامن حفظ الامن والسلم الدوليين وصون اهداف الميثاق التي تعهدت لشعوبنا بإنقاذ الاجيال المقبلة من ويلات الحروب ، واتخاذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع الاسباب التي تُهدد السلم و إزالتها وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي . أليس دوره التصدي للعدوان الذي يستهدف الرضع و الاطفال و النساء ” ووقفه فوراً” و توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين من الجرائم المستمرة للأحتلال، وعلاج جذور المشكلة واسباب عدم الاستقرار وغياب الامن والسلم والتي تتمثل بالرغبة الجامحة لسلطات الاحتلال الاسرائيلي بإستعمار ارض فلسطين وتشريد شعبنا ، فالامن والسلم ايها الاخوة والاخوات يمران من بوابة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة و غير قابلة للتصرف وليس بالقفز عنها وتجاهل معاناته و إنسانيته.
الاخوة والاخوات…
لقد جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ” ان تجاهل حقوق الانسان يفضي إلى اعمال همجية تؤذي الضمير الانساني”.
وهنا اتوجه بالسؤال؟
آلا يؤذي ضمير الانسانية ، جرائم الاحتلال الاسرائيلي على مدار عقود من احتلاله وعلى مدار عام من القتل اليومي.
آلا يُروق قتل الطفولة في فلسطين بالقصف الهمجي الذي يقتل الابرياء ، ويستهدف المنازل والمستشفيات و المدارس والمعاهد و المساجد والكنائس و الصحفيين و المحاميين والقضاة والعاملين في القطاع الصحي وموظفي الامم المتحدة؟
آلا يؤذي ضمائر الانسانية تجريد شعبنا من إنسانيته و التصريحات الفاشية للمسؤولين الاسرائيلين التي تدعو للتطهير العرقي والابادة الجماعية وتصف الشعب الفلسطيني تارة ” باطفال الظلام” و تارة بالحيوانات البشرية.
كم من الضحايا الفلسطينيين و الاطفال يجب ان يسقطوا حتى يستدعي الامر من العالم وخاصة مجلس الامن ومحكمة الجنايات الدولية لوقف هذا الجنون وتنفيذ قرارات العدل الدولية .
ان الحرب المدمرة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعلى مدار عام من القتل و الدمار و النزوح في امتداد للعدوان الذي يشنه هذا الاحتلال على شعبنا لاستدامة استعماره و احتلاله لارضنا.
الاخوة و الاخوات…
اطفال فلسطين في غزة يكتبون اسمائهم على اياديهم كي لا يغدو جثثاً مجهولة الهوية.
ويُدفنون في مقابر جماعية، فقد ابادت اسرائيل عشرات العائلات من السجل السكاني في عمل انتقامي ضد الاطفال والنساء.
الاخوة و الاخوات ….
سُيسجل التاريخ تلك الملحمة البطولية التي و يخوضها شعبنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة.
غزة المعجزة ، بل المعجزات
غزة الخالدة ، غزة شرف الامة
لقد تصاعدت وتيرة النزوح الجماعي خلال هذا العام في جميع انحاء غزة، تم تهجير ما لا يقل عن 1.5 مليون فلسطيني في جميع انحاء قطاع غزة حتى الان.
ويقيم معظهم من عائلات مضيفة حوالي 700000 نازح ، هنالك 147 مركز ايواء تابعلوكالة الغوث للاجئين ولم يسلمو من همجية اسرائيل ، اكثر من 100 ألف نازح لدى المستشفيات التي دمرت بين الحين والفنية ، استشهد ما يفوق 41 الف مواطن ، بلغت نسبة الشهداء من الاطفال والنساء والمسنين 70% ما عدا القابعين تحت الانقاض .
وبلغ عدد الجرحى ما يفوق على 100 ألف جريح
الوحدات السكنية المدمرة بالكامل أكثر من 70 ألف وحدة
المنشأت الاعلامية و الصحية دمرت كلياً
لم يسلم حتى الصحفيين الذين بلغ عدد ما يقارب 200 صحفي .
اننا نطالب :-
– عدم الاعتراف أو الادعاء بقانونية الوضع الناشئ عن وجود اسرائيلي غير القانوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة .
– عدم الاعتراف في الطابع المادي أو التكوين الديمغرافي للارض التي احتلتها اسرائيل في حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية.
بما في ذلك من خلال تعاملاتها الدبلوماسية و السياسية و القانونية والعسكرية والاقتصادية والتجارية و المالية مع اسرائيل
– الامتناع عن اقامة اتفاقيات و تعهدات مع اسرائيل في جميع الحالات التي تزعم اسرائيل انها تتصرف نيابة عن الارض الفلسطينية المحتلة أو جزء منها ، أو في اي من المسائل المتعلقة بالارض الفلسطينية المحتلة أو جزء منها .
– الامتناع عن اعتراف بوجود اسرائيل غير القانوني في الارض الفلسطينية المحتلة ، خاصة عند إنشاء بعثات دبلوماسية في اسرائيل ، اضافة إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس عملاً بقرار مجلس الامن رقم 478/1980.
– التحرك من اجل انهاء التمييز البنيوي القائم على جملة أمور منها العرق والدين والاصل الاثني ، وذلك لوقف ومع انتهاك اسرائيل للمادة 3 من الاتفاقيات الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري.
وفي نهاية كلمتي
انني اوجه التحية لابناء و بنات الشعب الفلسطيني الذين يواجهون اليوم حرب ابادة مسعورة من قبل اسرائيل و اوجه التحية للشعب الموريتاني البطل وقيادته الحكيمة وعلى رأسها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على مواقفه الصلبة و الشجاعة في دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني و أوجه الشكر لكم جميعاً على وقفتكم التصامنية هذه و اسناداً للشعب الفلسطيني و اهلنا في قطاع غزة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”