لما يزيد عن 400 يوم يتعرض شعبنا في قطاع غزة لحرب إبادة وتهجير وتدمير لمقومات الحياة البشرية والإنسانية كافة، ووفقاً لتقارير موثقة محلية واقليمية ودولية تواصل إسرائيل استخدام التجويع كسلاح في حربها على قطاع غزة، الأمر الذي صرح به وأكده أكثر من مسؤول إسرائيلي، ووفقاً لتعريف الأمم المتحدة للمجاعة ومعاييرها المعتمدة يتضح أن شعبنا في قطاع غزة يتعرض لمجاعة بشعة بسبب الشُح الحاصل لإدخال المساعدات وانتظارها والتزاحم عليها حين وصولها، حيث تتعمق مظاهرها وعديد الحالات منها كما هو حاصل بشكل مكثف في شمال القطاع، كما أن الموت بسبب قلة الغذاء وسوء التغذية ينتشر بالتدريج في قطاع غزة. ترى الوزارة أن جرائم التطهير العرقي واسعة النطاق في شمال القطاع تُعمّق من مظاهر المجاعة في إطار محاولات الاحتلال تفريغ شمال قطاع غزة من سكانه.
في هذا الإطار تدين الوزارة بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم الأحد في جباليا والتي راح ضحيتها أكثر من 36 شهيداً وعشرات المصابين والجرحى، كما أن اقدام إسرائيل على توسيع ممراتها الاستعمارية في قطاع خاصة ممر نتساريم وتقطيع قطاع غزة من خلال 3 محاور وبناء منشآت عسكرية ثابتة لتكريس احتلال القطاع وتصميم واقع جديد بداخله لا يستوعب وجود المواطنين الفلسطينيين، ولعل المجازر الجماعية وتدمير المستشفيات وحرمان المواطنين من العلاج والماء والغذاء أكثر بشاعة من المجاعة نفسها.
إن حقيقة الإبادة والمجاعة والتطهير العرقي والتهجير أعلى صوتاً وأكثر صدقاً من النقاشات الدائرة حول وجود المجاعة من عدمه، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف جميع مظاهر الإبادة وفي مقدمتها القتل الجماعي والمجاعة.
إن الوقف الفوري للحرب وإدخال المساعدات بشكل مستدام هو المدخل الصحيح لوقف المجاعة.