دولة فلسطين
وزارة الخارجية والمغتربين
بيان صحفي
الوضع الإنساني للأطفال الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، الذي يصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من جرائم وممارسات الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد، حيث يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية تنتهك أبسط حقوقهم، وعلى رأسها الحق في الحياة. ووفقًا لأحدث الإحصاءات، بلغ عدد الشهداء من الأطفال أكثر من 15,000 طفل، من بينهم أكثر من 167 شهيدًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. هذه الأرقام الصادمة تعكس صورة بشاعة حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تستهدف الأبرياء دون تمييز، وخاصة الأطفال، الذين يدفعون الثمن الأكبر.
تؤكد الوزارة أن قطاع غزة يعاني من دمار هائل منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ضد شعبنا. حيث استهدفت 14 مستشفى و164 منشأة صحية، ما أسفر عن انهيار الخدمات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى تدمير 300 مدرسة، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية بالكامل. في ظل هذه الأزمة الإنسانية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي سياسة الإخلاء القسري والقصف المتكرر، كما تعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير، مما يفاقم معاناة الشعب ويزيد من تعقيد الوضع الصحي. وفي ظل النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية، وانعدام الأمن الغذائي، يواجه الأطفال في غزة تهديدًا حقيقيًا، حيث يُقدّر أن مئات الآلاف منهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب. في الوقت نفسه، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي تزيد من معاناة شعبنا في غزة.
تشير الوزارة أن الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية يتعرضون للاعتقال والمحاكمات العسكرية التي تنتهك حقوقهم الأساسية، حيث يُقيد 85% منهم بأيديهم وتُعصب أعينهم، ويتم اعتقال العديد منهم خلال ساعات الليل، مما يعكس انتهاكًا صارخًا لجميع الأعراف والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حماية خاصة للأطفال من الاعتقال والعنف. أما في القدس، فإن حوالي 70 فلسطينيًا، بينهم أطفال، يخضعون للإقامة الجبرية نتيجة للقيود المتزايدة منذ أكتوبر 2023. في سياق آخر، أقر الكنيست الإسرائيلي في نوفمبر 2024 قانونًا عنصرياً يسمح باحتجاز الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 عامًا في حال إدانتهم بجرائم "إرهابية" أو أنشطة مماثلة، بما في ذلك القتل، مما يشكل تصعيدًا خطيرًا ضد حقوق الأطفال ويزيد من معاناتهم. من جهة أخرى، يمثل الحظر الإسرائيلي لأنشطة وكالة الأونروا في غزة والقدس الشرقية ضربة كبيرة للأطفال الفلسطينيين، حيث تعتبر الأونروا المزود الأساسي للتعليم لأكثر من 660,000 طفل في المنطقة، مما يهدد بتقليص الفرص الأكاديمية للأطفال الفلسطينيين. كما وتدير الأونروا أكثر من 130 منشأة صحية تقدم الرعاية الأساسية للأطفال، ومع حظر عملها يواجه الأطفال صعوبة في الحصول على الرعاية الصحية الضرورية، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها.
وفي هذا اليوم، تطالب وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان احترام إسرائيل سلطة الاحتلال غير الشرعي، لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل. كما تشدد على ضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية فورًا على قطاع غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وبدء عملية إعادة الإعمار. وتؤكد الوزارة أيضًا على ضرورة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأرض الفلسطينية. كما تدعو الدول إلى فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، واتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية حاسمة بهدف الضغط عليها لوقف انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.
انتهى