نقلاً عن موقع الريادة الاخباري - 06/12/2024 - قال السفير الفلسطيني، محمد الأسعد، إن القضية الفلسطينية والحشد لها كان وما يزال غرضاً سياسياً من أغراض الشعر الموريتاني المعاصر، حيث لايكاد يوجد شاعر ليس له نتاج متعلق بالقضية بل منهم من شغلت القضية الفلسطينية حيـيزاً مهماً من إنتاجه الشعري.
وأشاد السفير بالموقف الثابت للشعب الموريتاني وقيادته، الداعم للشعب الفلسطين”هذا الدعم الذي لمسناه منذ أكثـر من ستة عقود من الزمن “.
وقال السفير إن موريتانيا لم تكتف بموقف التضامن النظري فقط مع الشعب الفلسطيني بل رفعت السقف أكثـر من ذلك، مشيرا إلى الدور الذي لعبه الرئيس ولد داداه في إقناع دول افريقية عديدة بقطع علاقاتها مع اسرائيل.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل نظمته السفارة الفلسطينية مساء أمس بمناسبة الذكرى 36 لاستقلال فلسطين واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم
– معالي الأخ/ محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والموريتانيين في الخارج.
– الإخوة/ أعضاء الوفد الرسمي كل حسب موقعه وجميل واسمه.
– الأخ العزيز عميد السلك الدبلوماسي لدى موريتانيا / سفير الجمهورية اليمنية/ الدكتور سالم صالح العرادة.
– السادة أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.
– السيدة/ Lila Peters Yahya المنسق العام للأمم المتحدة لدى موريتانيا.
– الإخوة والاخوات ممثلي الجمهورية الإسلامية الموريتانية من برلمانيين وولاة وحكام وعُمد وأجهزة أمنية ورؤساء بلديات ودوائر حكومية.
– الإخوة والأخوات رؤساء وأمناء عامين وممثلي الأحزاب والهيئات الدينية ووسائل الإعلام وصحفيين وقضاة ومحامين والشعراء والأدباء وجميع شرائح المجتمع الموريتاني.
– الإخوة ممثلي الجاليات العربية والجالية الفلسطينية.
– الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
نحيـي اليوم، ذكرى إعلان الإستقلال وذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وشعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ اكثـر من 400 يوم ذهب ضحيتها أكثـر من 150 ألف غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي التـي تمارس الاستهداف المتعمد والمنهجي للمدنيين في تكرار لما حدث في نكبه 1948 ومأساة 1967، بهدف تهجـير ابناء شعبنا والاستيلاء على الارض والمقدرات، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دولياًعاجلاً لوقف هذه المأساة التـي تجري على مرأى ومسمع العالم.
لقد اعتمد المجتمع الدولي هذا اليوم العالمي لمساندةحقوق شعبنا، وفي مقدمتها حقه بتقرير المصير وفي استقلال دولته، الأمر الذي يقتضي اتخاذ خطوات عملية وجذرية لمواجهة المخاطر المحدقةبإمكانية تحقيق السلام العادل والشامل المستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فالعالم أجمع بات على يقين بأن السبب الرئيسي لغياب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط هو وجود هذا الاحتلال الذي يجب أن يزول عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وإنجاز الحقوق غيـر القابلة للتصرف وعلى رأسها الحق في تحقيق المصير وحل قضيه لاجئي فلسطين حلاً عادلاً ومتفقاًعليه وفق القرار 194.
أيها السيدات والسادة،
إن تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على مدار 76 عاما الماضية، والتعامل مع دولةالاحتلال بأنها دولة فوق القانون الدولي وتوفير الحماية لها للإفلات من المساءلة والمحاسبة ومن العقاب على جرائمها بل وتقديم الدعم المالي والعسكري لها، شجعها على تحدي الشرعيةالدولية والقانون الدولي والتمادي في عدوانيتها على كافة المستويات، فباتت تعلن رفضها لوجود وكالة غوث وتشغيل لاجئـي فلسطين (الاونروا)التـي أُنشئت بقرار أممـي واعتبرتها منظمةإرهابية، وباتت ترفض قرارات المحاكم الدوليةوآخرها فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص وقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومذكرات الاعتقال التـي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل وتعلن عن احتجاجها من خلال الاستعداد الرسمي لتنفيذ مخطط الضم والتوسع الاستيطانيالعنصري، هذا كله وغيـره من السياسات والممارسات الاسرائيلية الأخرى المتمثلة باقتحام المدن في الضفة الغربية وقتل الأبرياء واعتقالهم وهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم والبناء الاستيطاني غيـر الشرعي، والقيام بالخطوات الأحادية الأخرى الرامية لتكريس الاحتلال وبقائه، سبب ضررا كبيـرا للمنظومة الدوليةالمتعددة الاطراف القائمة على القانون وعلى مصداقيتها التـي اهتـزت أمام العجز عن وقف العدوان رغم صور مقتل الاطفال التـي يُندى لها جبين الانسانية، وآخرها ما جرى في مجلس الأمن الدولي في استعمال منحاز للفيتو لمنع الوقف الشامل والكلي لإطلاق النار وفي إبقاء العدوان على شعبنا مستمراً، فإلى متـى سيبقى العالم صامتاً عاجزاً عن ردع دولة الاحتلال عن جرائمها ومحاسبتها لإجبارها على الإلتزام بالقانون الدولي كباقي دول العالم.
أصحاب السعادة السيدات والسادة..
يمثل الاستقلال أحد أعظم الإنجازات الوطنية وهو الإنعتاق من قيود المحتل والمستعمر وإستعادة السيادة الوطنية، فإن الاستقلال ليست مجرد ذكرى تُحيـى كل عام بل هو مشروع مرتبط بالحاضر ومؤسس للمستقبل.
في هذه الأيام نحيـي ذكرى اعلان الاستقلال التـي كانت بمثابة الخطوة الأهم على طريق الالتـزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي، حيث وافقنا في حينها على القرارات الأممية المتعلقة بحل الدولتين سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل،وعملت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ومظلة الكل الفلسطيني، على تجسيد آمال وتطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال مؤكدةً أن وجوب زوال الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 ومقاومته بالسبل السياسية والقانونيةوالدبلوماسية، وبالمقاومة الشعبية وأنه مهما عمل الاحتلال فلن يفلـح في كسر صمود شعبنا وتمسكه بأرضه وحقوقه، متسلحا دوما بتضامن شعوب العالم التـي لن تسمح بتمرير مخططات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وطمس حقوق شعبنا المشروعة، وبتنفيذ مخططات الضم والفصل العنصري والتطهـير العرقي وغيرها من السياسات التـي تخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي،وأهمية اتخاذ خطوات عملية لردع الاحتلال تتمثل بتعليق عضوية اسرائيل في الجمعية العامة في الأمم المتحدة جراء رفضها الالتـزام بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة وإصرارها على استكمال جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وهي خطوة ستعيد الثقة بقدرة النظام الدولي على محاسبة من ينتهك الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي وإجباره على تنفيذ التزاماته.
لقد أكدنا دوماً أن الطريق الوحيد لوقف التصعيد الخطيـر الذي تشهده المنطقة والحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الاقليميين والدوليين، هو حل القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية والبدء الفوري بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 وتأمين وصول الاحتياجات الانسانيةالى كامل قطاع غزة، والانسحاب الاسرائيلي الكامل من القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين لبيوتهم تمهيداً لإعادةإعمار ما دمره الاحتلال والرفض المخططات الاسرائيلية لفصل غزة عن الضفة بما فيها القدس، أو الانتقاص من مسؤولية دولة فلسطين عنها، ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وجرائم القتل وارهاب المستوطنين والاعتداءات على المقدسات ومحاولات تغييـر الواقع الراهن القانوني والتاريخي في المدينة المقدسة، ووقف الاجتياحات للمدن والإعدام الميداني والاعتقالات التعسفيةوالإعتداء على الأسرى، واحتجاز جثامين الشهداء، وسرقة أموال وموارد الشعب الفلسطيني.
أيها الإخوة والأخوات..
في هذه الأيام نحتفل معكم بالذكرى الــ64 لاستقلال موريتانيا الشقيقة، في السنوات الأولى لاستقلال موريتانيا أخذ الدعم الموريتاني لفلسطين بُعداً رسمياً غيـر عابئ بالتحديات الجمة حينها، ومثل رئيس الجمهورية المختار ولد داداه رحمه الله رأس حربة في التوجه النضالي ضد الاحتلال، رغم ما كان يعانيه وقتها من ظروف سياسية واقتصادية. إن الدولة الموريتانية لم تكتف بموقف التضامن النظري فقط بل رفعت السقف أكثـر من ذلك، لقد استطاع الرئيس ولد داداه إقناع دول افريقية عديدة بقطع علاقاتها مع اسرائيل، وفتحت البلاد صدرها رحباً للفلسطينيين، فاستقبلت قادة الثورة الفلسطينية والجالية الفلسطينية.
أيها الإخوة والأخوات..
لقد كانت وما تزال القضية الفلسطينية والحشد لها غرضاً سياسياً من أغراض الشعر الموريتاني المعاصر، حيث لايكاد يوجد شاعر ليس له نتاج متعلق بالقضية بل منهم من شغلت القضية الفلسطينية حيـيزاً مهماً من إنتاجه الشعري.
ومن هنا ومن على هذا المنبـر ومن هذا البلد العظيم من موريتانيا الحبيبة ومن على هذه الأرض أرض المرابطون من بوابة العالم العربي على المحيط من بلاد شنقيط بلاد العلم والعلماء، أتوجه بالشكر الجزيل والعرفان الجميل لهذا الشعب وقيادته العظيمة على مواقفهم الثابتة والدائمة في دعم الشعب الفلسطيني هذا الدعم الذي لمسناه منذ أكثـر من ستة عقود من الزمن منذ كان تمثيلنا في موريتانيا عبـر مكتب منظمة التحرير الفلسطينيةوصولاً الى سفارة دولة فلسطين مواقفكم لم تتغيـر ولم تتبدل بل بالعكس أصبحت أقوى وأمتن خاصةفي هذا الطريق الميمون عهد فخامة الرئيس محمد ولد شيخ الغزواني حفظه الله الذي لم يبخل جهدا ولم يفوت فرصة عالمية او اقليمية إلا وكانت القضية في خاطره وضميره وعلى لسانه مدافعاًشرساً عن حقنا بقيام دولتنا على أرضنا وعاصمتنا في قدسنا الشريف شكراً فخامة الرئيس شكراًلحكومتك الموقرة شكراً للدبلوماسية الموريتانية شكراً لشعبك العظيم شكراً لموريتانيا بكل أطيافها، شكراً للأحزاب السياسية، شكراً لكل طفل وشيخ وإمرأة لهذا البلد المعطاء.
أصحاب السعادة السيدات والسادة..
بالرغم من كل الصعاب التـي تواجهنا اليوم، إلا أننا نؤمن أنه مهما كان جبـروت الاحتلال وبشاعته، فهو الى زوال، وأننا سنواصل العمل من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي نيل حريته واستقلاله على ارضه وأرض أجداده وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وكلنا ثقة بأن شعوب العالم ستواصل الوقوف إلى جانب الحق والعدل والحرية لفلسطين وشعبها وستواصل عملها من أجل وقف العدوان والحرب والقتل والدمار والتهجيـر .
وهنا اسمحوا لي أن أُثمن باسمي وباسم الشعب الفلسطيني جميع شعوب العالم التي وقفت وتقف لتعلي الصوت في وجه الظلم والعدوان، مطالبة بإنهاء هذا الاحتلال الذي شوه وجه التاريخ بالدم والقتل وحرمان شعب بأكمله من حقوقه وحريته واستقلاله ووقف الإبادة الجماعية عن شعبنا الصامد في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الظروف الخطيرة تتطلب تحويل هذه المواقف الشجاعة إلى أفعال، من خلال مواقف حكوماتها وبرلماناتها في دعم صمود شعبنا على أرضه وتُبقي الأمل لديه بوجود إجماع دولي حازم لتحقيق السلام والاستقرار وفق الشرعية الدولية، وفي مقدمتها مواصلة حشد الدعم الدولي لتجسيد استقلال دولة فلسطين واستكمال اعتراف الدول بها، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهنا لابد أن نشيد بالجهود العظيمة التـي تبذل من خلال التحالف الدولي الذي عقد اجتماعه الأول في المملكة العربية السعودية بمشاركة واسعة من الأشقاء والأصدقاء، لتنفيذ هذا الهدف الذي نسعى إليه جميعا.
وأخيـراً، أود أن أحيـي صمود أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، وأحيـي بكل فخر واعتـزاز شهدائنا وأسرانا وجرحانا البواسل، وأقول لهم جميعا إن هدفنا واحد في إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال، وأكرر مرة أخرى بأن الاحتلال إلى زوال وسوف ينتصر الحق الفلسطيني طال الزمن أم قصُر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..