
جنيف- التقت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين،د.فارسين اغابيكيان شاهين، كل من وزير خارجية المالديف، عبد الله خليل، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر، لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين وتعزيز التعاون السياسي والإنساني، بحضور ممثل دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، السفير إبراهيم خريشي، وسكرتير أول دانية دسوقي.
خلال لقائها مع وزير خارجية المالديف، أكدت الوزيرة د. شاهين تقديرها للمواقف الثابتة والداعمة التي تتبناها المالديف تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على أهمية تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل المشاورات السياسية بين البلدين. كما ناقشت ضرورة إعادة تفعيل مذكرات التفاهم في عدة مجالات، خاصة في السياحة والزراعة، وأهمية انفاذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية والدعم للمنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأونروا.
من جانبه، أكد الوزير خليل أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة خاصة لدى المالديف، التي تواصل دعمها في المحافل الدولية، مشيراً إلى أن موقف المالديف تجاه فلسطين ثابت وراسخ لأكثر من خمسة عقود. كما شدد على التزام بلاده بحل الدولتين وفق حدود 1967، مع القدس عاصمة لدولة فلسطين، وأكد ان بلاده مستمرة في بذل الجهود لدعم حقوق الفلسطينيين في الأمم المتحدة، والعمل على إيجاد حل سلمي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أشار إلى قرار حكومته زيادة دعم المالديف المادي للأونروا، واستعدادها لتوفير المساعدات الانسانية لقطاع غرة، بما يشمل توريد المنتجات الغذائية.
وفي وقت لاحق، التقت د. شاهين رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشكرتها على جهود الصليب الأحمر واخرها زيارة الارض الفلسطينية المحتلة واطلاعها عن كثب على الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وشددت على ضرورة التحرك الدولي العاجل الضغط على القوة القائمة بالاحتلال للسماح لطواقم الصليب الأحمر بإدخال مواد الإغاثة إلى القطاع دون قيود.
واكدت الوزيرة د. شاهين على الدور المهم الذي يقوم به الصليب الأحمر في متابعة أوضاع الاسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وضرورة إلزام الاحتلال غير القانوني باحترام اتفاقية جنيف الرابعة في التعامل معهم. كما تطرقت إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين الصليب الأحمر والمنظمات العاملة هناك لضمان وصول المساعدات الإنسانية بفاعلية.
كما ناقشت الوزيرة د. شاهين تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، خاصة التهجير القسري الذي طال أكثر من 40 ألف فلسطيني، مشيرة إلى أن القوة القائمة بالاحتلال لا تخفي نيتها في محو المخيمات الفلسطينية وفرض واقع جديد على الأرض. وأكدت أهمية مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مؤتمر الاطراف السامية الذي تنظمه سويسرا في آذار/مارس المقبل، والذي يشارك فيه الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف، لما له من أهمية سياسية كبرى في التركيز على حماية المدنيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وأشارت الى ضرورة ان يضمن البيان الصادر عن المؤتمر اجراءات فاعلة لانفاذ وحماية القانون الدولي.
من جهتها، أكدت سبولياريتش أن الأوضاع في الضفة الغربية تشكل أولوية بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر في الوقت الحالي، مشيرة إلى ضرورة تعزيز آليات التنسيق مع مختلف الأطراف لحماية المدنيين. كما أشارت إلى الصعوبات التي تواجهها اللجنة في الوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين، لكنها أكدت استمرار الجهود والضغط لضمان حقوقهم. وأوضحت أن المجتمع الدولي يجب أن يضطلع بدوره في دعم الجهود الإنسانية وعدم السماح باستمرار الانتهاكات وحماية عاملي الإغاثة في قطاع غزة وتسهيل حركتهم. كما شددت على أهمية استمرارية العمل الإنساني في غزة، مشيرة إلى أن الأوضاع هناك تفاقمت إلى مستويات غير مسبوقة، ما يستدعي تكثيف الجهود لضمان وصول المساعدات إلى السكان المحاصرين.