
جنيف- على هامش الدورة ٥٨ لمجلس حقوق الإنسان، التقت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، د. فارسين اغابيكيان شاهين، وزراء خارجية فنزويلا والجبل الأسود وكوبا ونيجيريا وبيلاروسيا في لقاءات منفصلة، حيث تناولت النقاشات العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد أبناء شعبنا، وضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال غير القانوني، ومحاسبة مجرمي الحرب.
والتقت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، د.فارسين اغابيكيان شاهين، بوزير خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية، إيبان إدواردو خيل بينتو، لبحث التطورات في فلسطين وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
أشادت الوزيرة د. شاهين بموقف فنزويلا الراسخ في دعم القضية الفلسطينية سياسياً وقانونياً ودولياً، مثمنة جهودها المتواصلة في المحافل الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني. وأكدت على ضرورة العمل المشترك لحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري وانفاذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، ومواصلة دعم وكالة الأونروا ورفع صوت الحق والعدالة في المؤسسات الأممية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة القوة القائمة بالاحتلال، مؤكدة أن التغاضي عن هذه الجرائم سيؤدي إلى تكرارها في دول أخرى.
وأعربت الوزيرة د. فارسين عن تطلع دولة فلسطين لتفعيل الاتفاقيات الثنائية مع فنزويلا وفتح افاق تعاون جديدة. من جهته، أكد وزير خارجية فنزويلا أن بلاده ستظل سنداً قوياً للشعب الفلسطيني في كافة المحافل وبكل السبل، مشدداً على أن التحرك الدولي الجمعي الفاعل هو السبيل لكبح الجرائم الإسرائيلية. وأكد أن فنزويلا ستواصل العمل في إطار التحالفات الدولية للضغط من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة. وستعمل على تفعيل كل السبل لاتخاذ خطوات عملية ومؤثرة على أرض الواقع. وأضاف، نحن نقف قلباً وقالباً إلى جانب فلسطين، وسنُسمع صوتها في كل المحافل، وسنواصل في تقديم الدعم الانساني من جانبها.
كما ناقشت الوزيرة أهمية مؤتمر السلام المزمع عقده في يونيو المقبل، ومؤتمر الأطراف السامية في اذار المقبل، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتجه نحو تحقيق العدالة بدلاً من السماح باستمرار المذابح والانتهاكات اللاإنسانية بحق الفلسطينيين.
واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق الثنائي، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، وتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، مؤكدين أهمية توسيع التعاون ليشمل مختلف القطاعات لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
كما التقت وزيرة الدولة، د. فارسين أغابيكيان شاهين، وزير خارجية الجبل الاسود، إرفين إبراهيموفيتش، حيث ناقشا تطورات الأوضاع في فلسطين، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت الوزيرة شاهين أن ما يحدث في غزة اليوم يتكرر في الضفة الغربية بشكل ممنهج، مشيرة إلى وجود الدبابات على مداخل المخيمات وهدم المباني السكنية، في خطوة نحو تنفيذ مخطط الضم الكامل. وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في انتهاكاته تحت غطاء من الحصانة الدولية، داعية إلى دعم قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومواصلة الجهود في مؤتمر الأطراف السامية ومؤتمر السلام المزمع عقده في نيويورك.
من جانبه، أكد وزير خارجية الجبل الاسود موقف بلاده الثابت في دعم العدالة وحقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على تأييد بلاده لحل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة. وأعرب عن تعاطف شعب بلاده مع الفلسطينيين ومعاناتهم، مؤكداً أن الصمت الدولي أمام هذه الجرائم غير مقبول. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون في المحافل الدولية لتحقيق العدالة والاستقرار.
وأشادت شاهين بالمواقف البناءة للجبل الاسود وتصويتها المتسق مع القانون الدولي لصالح فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان. كما أطلعت نظيرها على التحرك الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعته لدعم المساعي القانونية والسياسية والدبلوماسية الفلسطينية لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإرساء السلام وفق حل الدولتين.
واتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك استئناف المشاورات السياسية بين فلسطين ومونتينيغرو. وفي ختام اللقاء، طالبت الوزيرة شاهين بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدة أنها تُستخدم في قتل المدنيين الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، التقت وزيرة الدولة د. فارسين اغابيكيان شاهين، بوزير خارجية كوبا، إدواردو رودريغيز بارييا، حيث ناقشا التطورات السياسية في فلسطين والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدين على أهمية العمل الدولي المشترك لمحاسبة القوة القائمة بالاحتلال.
وأعرب الوزير الكوبي عن دعم بلاده الكامل لفلسطين في جميع المحافل الدولية، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب الحقوق الفلسطينية، والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. كما أكد استمرار كوبا في توفير الرعاية للطلاب الفلسطينيين في الجامعات الكوبية، وأشار إلى تضامن الشارع الكوبي مع فلسطين عبر خروجه بمظاهرات ضخمة نصرة لفلسطين.
من جهتها، شكرت الوزيرة شاهين كوبا على مواقفها الثابتة، وقالت إلى أن الوضع في فلسطين يزداد خطورة، ليس فقط في غزة، بل أيضًا في الضفة الغربية، حيث يتواصل الاستيطان بدعم مباشر من الولايات المتحدة. وأكدت ضرورة التمسك بالقانون الدولي وآلياته، والعمل وفق قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مشددة على أن العدالة تحتاج إلى الصبر، لكنها ستنتصر في النهاية.
واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات التعليم والصحة، حيث أشادت شاهين بالدور الذي يلعبه خريجو الجامعات الكوبية في بناء المؤسسات الفلسطينية، مؤكدة الحاجة إلى دعم القطاع الصحي الفلسطيني بعد جريمة التدمير الشامل التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد البنية التحتية والقطاع الصحي الفلسطيني. كما ناقش الطرفان أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل تعطيل الولايات المتحدة للقرارات الدولية عبر الفيتو، ودعوا إلى تعزيز المشاركة الدولية في مؤتمر الدول المتعاقدة السامية لاتفاقيات جنيف لضمان مساءلة الاحتلال. وفي ختام اللقاء، أكد الوزير الكوبي دعم بلاده الكامل لفلسطين، داعياً الوزيرة شاهين لزيارة كوبا لتعزيز العلاقات الثنائية، مؤكداً أن الشعب الكوبي يعتز بالصداقة والتضامن مع فلسطين.
وفي وقت لاحق، التقت وزيرة الدولة بوزير خارجية نيجيريا، يوسف مايتاما توجار، حيث اكد على موقف بلاده الثابت في رفض ما يحدث في غزة، حتى بعد وقف إطلاق النار، مشدداً على أن نيجيريا والدول الافريقية ككل تقف إلى جانب فلسطين في نضالها من أجل العدالة. وأوضح أن النضال ضد العنصرية والاستعمار الجديد هو جزء من هوية نيجيريا الوطنية، وأن بلاده ستظل جزءاً ن التحالف العالمي لدعم القضية الفلسطينية.
وأشار الوزير النيجيري إلى أن بلاده من ضمن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي طالبت بوقف العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنه لا يوجد أي مبرر لما يحدث ولا تناسب بين القوة المستخدمة ضد الفلسطينيين ومعاناتهم. واستشهد بتعاليم العدالة المستمدة من التاريخ والفكر الإنساني، مستحضراً شخصيات مثل القديس أوغسطين.
من جانبها، أكدت شاهين أن الإرهاب لا يجب أن يكون له مكان في العالم، مضيفة أن الفلسطينيين تعرضوا لعقود من "الإرهاب المنظم" على يد الاحتلال غير القانوني، وسط صمت دولي سمح باستمرار الانتهاكات دون محاسبة. واتفق الطرفان على أن الإرهاب لا يقتصر فقط على الجماعات، بل قد تمارسه الدول نفسها.
وأعلن الوزير النيجيري أن افريقيا تسعى للحصول على مقعدين في مجلس الأمن الدولي، ما سيمكنها من لعب دور أكبر في عمليات السلام والأمن. كما أكد التزام نيجيريا بالعمل داخل المجموعة الافريقية للحث نحو تعزيز الجهود لمناصرة القضية الفلسطينية. وأشار إلى جهود بلاده في توفير الدعم الطبي للجرحى الفلسطينيين، سواء من خلال عمليات جراحية في مصر أو محاولات إجلاء الأطفال الفلسطينيين للعلاج في نيجيريا.
من جانبها، أشادت الوزيرة د. شاهين بجهود نيجيريا في تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن إعادة تأهيل الضحايا الفلسطينيين تأتي ضمن أولويات القيادة الفلسطينية. بدوره، أكد الوزير النيجيري أن رئيس بلاده يتعامل مع القضية الفلسطينية بشغف والتزام، مشيراً إلى حضوره قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض وإصراره على متابعة تنفيذ قراراتها.
وفي ختام اللقاء، شدد الوزير النيجيري على أهمية تجاوز بيانات الإدانة نحو خطوات عملية، فيما شكر السفير إبراهيم خريشي الوزير النيجيري على موقف بلاده القوي، مشيراً إلى أهمية دعم نيجيريا للقضية الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان والمحافل الدولية الأخرى. كما دعت الوزيرة د. شاهين الوزير النيجيري لزيارة فلسطين.
كما التقت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية والمغترين د. فارسين أغابيكان شاهين على هامش أعمال الدورة ٥٨ لمجلس حقوق الإنسان، وزير الخارجية البيلاروسي ماكسيم ريزينكوف حيث أكد الوزير على موقف جمهورية بيلاروسيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة تعزيز مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وخلال اللقاء، شدد الوزير البيلاروسي على أهمية تطبيق مبدأ حل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما أعرب عن رفض بلاده القاطع للمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، كما أعرب عن رغبة بيلاروسيا في تطوير وتعميق العلاقات الثنائية مع فلسطين في مختلف المجالات. كما أكد استعداد بيلاروسيا للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته القوة القائمة بالاحتلال، خاصة في قطاع غزة، من خلال تقديم الدعم الإنساني والتقني للمناطق المتضررة.
من جانبها، شكرت الوزيرة د. شاهين جمهورية بيلاروسيا على موقفها الداعم للشعب الفلسطيني، واستعرضت اخر التطورات الميدانية الخطيرة، من حيث الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وتصاعد إرهاب المستوطنين والحملات العسكرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على ضرورة تفعيل الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووجوب محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، مع التأكيد على أن تحقيق العدالة هو السبيل الوحيد لإرساء سلام دائم في المنطقة.