
جنيف- على هامش أعمال الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان، التقت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين، د. فارسين أغابيكيان شاهين، وزير خارجية سلوفاكيا، السيد يوراي بلانار، حيث ناقشا التطورات الراهنة في فلسطين، والتحديات التي تواجه القانون الدولي في ظل ازدواجية المعايير الدولية.
أعربت معالي الوزيرة عن تقديرها لموقف سلوفاكيا التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية والذي كرسته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وشرحت إن الشعب الفلسطيني يواجه اليوم تهديداً غير مسبوق، حيث نزح أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني من شمالي الضفة ومليون ونصف في قطاع غزة، وتعرضت المئات من المنازل للهدم، كما دُمرت شبكات الكهرباء والمستشفيات، واستُهدفت المخيمات الفلسطينية ووكالة الاونروا بشكل ممنهج. وأكدت أن ما يجري ليس مجرد انتهاك حقوقي، بل هو اعتداء على رمزية القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين المضمونة بالشرعية الدولية، داعية جميع الدول التي تؤمن بالعدالة إلى الدفاع عن القانون الدولي ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
أكد الوزير بلانار أن سلوفاكيا اعترفت بدولة فلسطين لحماية الحقوق الفلسطينية المشروعة، وادراك بلاده أنها خطوة أساسية نحو حل الدولتين. وأشاد بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً استمرار سلوفاكيا الدعوة لاحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان باعتبارهما السلاح الأقوى في مواجهة الفوضى الدولية، محذراً من أن الاستهانة بالقانون الدولي يهدد الجميع، وليس فقط الفلسطينيين.
واتفق الطرفان على خطورة ازدواجية المعايير في السياسة الدولية، حيث أشار الوزير بلانار إلى أن المجتمع الدولي غالباً ما يتسامح مع الانتهاكات عندما ترتكبها أطراف معينة، بينما يتخذ مواقف صارمة تجاه أطراف أخرى، مضيفاً أن هذه السياسة أضعفت مصداقية القانون الدولي. كما شدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم يضمن الأمن لكلا الجانبين.
وفيما يتعلق بوكالة الأونروا، أكد الوزير السلوفاكي أن بلاده تدافع عن استمرار تمويل الوكالة داخل الاتحاد الأوروبي، رغم الضغوط التي تمارسها بعض الدول لإنهاء عملها. وأوضح أن الأونروا تمثل شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، حيث تقدم التعليم والمساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص، معتبراً أن تدميرها يعني ترك جيل كامل دون مستقبل. وأشار الى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تقدمها الحكومة السلوفاكية لقطاع غزة.
في سياق آخر، ناقش الجانبان الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أكدت الوزيرة د. فارسين أن عناصر المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال يرتكبون الانتهاكات والجرائم ويقيدون حركة المدنيين ويعتدون على ممتلكاتهم، مما يجعل الحكومة الفلسطينية بحاجة إلى دعم سياسي واقتصادي لتعزيز دورها. كما شددت على أهمية إحياء التحالفات الدولية لدعم حقوق الفلسطينيين، وتجسيد حل الدولتين على أرض الواقع.
واختتم الوزير بلانار اللقاء بالتأكيد على التزام سلوفاكيا بمواصلة دعم القضية الفلسطينية، والعمل ضمن الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة وتثبيت وقف اطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وحماية الأونروا من محاولات تقويض دورها.